حكايات شعرية من التراث.. إن وراء الأكمة ما وراءها !!

صورة تعبيرية

حفظ الصورة
منبر عدن - خاص

من تراثنا: حكاية شعرية طريفة:

إن وراء الأكمة ما وراءها !!

 

حكاية شعرية طريفة من تراثنا الشعبي عن شاعر دخل صفوف النساء التي كانت تقام في الأفراح والأعياد ليقول شعرا تردده النساء  في الصّفين المتقابلين فافتقد امرأة غابت عن الصف كان يريد أن يتغزل بها، فقال مستفسراً عن سبب غيابها:

من ذي مَشَر شَكّتي من ذي سرق منها..

وقبل أن يكمل عجز البيت أدركت إحدى النساء ما يرمي إليه وكانت تقول الشعر فعقبت عليه شعراً في الحال قائلة:

ما حد مشر شكتك ما حد سرق منها

ظبيه وذيبين خلف الحيد ذبينّها

ففطن ما قالته وغادر حلبة الشعر مسرعاً إلى وراء الأكمة (الحيد) لينقذ ظبيته من ذئبين حاولا التحرش بها.. 

هوامش:

ــــــــــ

- مَشَر: استل الشيء, أي أخذه سحباً بيديه, والسيف استله من غمده. يقال: مَشَر الجنبية, أي استلها من غمدها "الجَفِير".

- الشّكة:  الحزام الذي توضع فيه الرصاص.

- ذَبَّه: قتله أو أصابه مقتلاً. يقال: ذَبّه البرد أي ضره كثيراً. والذَّبة: تعني المنع والدفع(ف). ويقال عن الكسول: ما به الذَّبه.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فهذه الحكاية تذكرني بحكاية سارق طريف،  سرق للتو أغصان قات من طين صديق له وحينما أحس بقدومه أخفى  الأغصان سريعاً تحت رداءه من الخلف وخرج إلى الطريق، وعند لقاء صاحبه وبعد السلام والتحية بينهما  ألح عليه صديقه أن يعود معه ليقطف له أغصان من القات..فرد عليه معتذراً بقوله:" مشكور..ما انت داري ويش وراي"، أي أنه بذلك القول يقصد أنه مستعجل وأن وراءه أشغال مهمة تنتظره، فيما كان يقصد في قرارة نفسه ما أخفاه من القات وراء ظهره مخافة أن ينكشف أمره.. أي أن وراء أكمة ظهره ما وراءها من القات المسروق..

وهذه الحكاية وسابقتها شبيهتان بقصة المثل العربي القائل:"إنَّ وَرَاءَ الأكَمةِ مَا وَرَاءَهَا:"، وأصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغَت من مهنة أهلها ليلا ، فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل. فقالت حين غلبها الشوقُ: حبستموني، وإن وراء الأكَمَة ما وراءها. يضرب لمن يُفْشِي على نفسه أَمْرَاً مستوراً.

د. علي صالح الخلاقي