تعرّف على أداة الحراثة اليدوية في يافع

منبر عدن - خاص

الخَنْزَرة: محراث يدوي مصنوع من الحديد، يستخدم لإثارة التراب وتقليبه تمهيدًا للبذر (الذريء)، وتسميته بالخنزرة هي الشائعة في يافع، ويسمى في أماكن أخرى بالمِحْجَن. ونحن نسمي حِرَاثة الأرض بالخنزرة: البِتْلة، والبتالة، والعامل فيها بتولًا، وهو يتبتّل إذا كان يعمل لدى غيره، والجمع أبتال.

ومما أتذكره في زمن الصبا أننا كنا نردد في أثناء حراثة الأرض بصوت عالٍ:
هَجَّرهْ هَجَّره ... وا بتول الخَنْزَرة
(هَجَّره: صارت الشمس في وقت الهجير وشدة الحر)

وكان الحدادون هم صنّاع الخنازر، وهم الذين يقومون بسنّ الذلق عندما تذهب حدّته (يَجْعَب).

وكلمة (الجِعِب) نطلقها على الذلق أو السكين غير المسنونة، وعلى الصوت الأجش، ولا علاقة له بـ(الجَعْبة) وهي وعاء من الخوص يستخدم لحفظ الطعام.

وبالمناسبة فقد كان الأجداد يربون الأطفال منذ الصغر على حراثة الأرض التي هي مصدر رزقهم الأساس، وكانوا يتخذون للأطفال خنازر صغيرة غير مسنونة حتى لا تجرحهم أذلاقها (تَنْقَبهم).

وكنا نسمي المقبض الذي في أسفلها بـ(الحُكْل)، وهو غالبًا من الخشب، وعندما تقبض به وتحرثُ بالخنزرة لأول مرة تسبب لك تقرحات وانتفاخات في الكف نسميها (المَكْي)، وإذا واظبتَ على استخدامها تتصلب كفك، وتخشوشن، وتصير قوية كالحديد.

ذكريات جميلة خطرت لي الآن وأنا أتأمل هذه الصورة التي التقطها أخي ماهر سعد قبل سنوات في أحد أسواق يافع.

وكتبه: نادر سعد العُمَري
25 نوفمبر 2022م