نجيب الداعس... من أبرز شعراء الثورة الجنوبية

منبر عدن- عدن- قائد زيد تابث

مناضل  وشاعر ثائر فريدا في نضاله بالقصيدة والبندقية   ، وأحد أبرز شعراء الثورة  ، اقترن اسمه بالثورة والمقاومة الجنوبية ، وأطلق عليه شاعر الثورة الجنوبية، وتميز  بالشعر الفصيح الممزوج بالعامية
وله عطاء شعري طويل وكثير يخص الثورة الجنوبية.

هو نجيب محمد عوض ناصر الداعس السعدي.  
ولد في جبل الموصف بمكتب يافع السعدي سنة1979، تلقى تعليمه الإبتدائي والإعدادي  في مدرسة ظَلَمان السعدي ، وواصل تعليمه الثانوي في ثانوية الشعب السعدي حتى الصف الثاني ثانوي، وأثناء دراسته عرف عنه نشاطه الشعري منذ الصغر فهو من أسرة تشتهر وتتوارث الشعر كابر عن كابر  كالشاعر عبد ناصر بن عبداحمد السعدي، و عبدالقوي أحمد السعدي، وعلي محسن السعدي، وبن طالب ناصر الدكدك المشهور بزامله الذي يقول فيه :

خايف على الحنشان لا ترجع ذَبل 
  والضوحة الهيماء باترجع حبيل

ياربنا سالك من احكام الدول
ذي لا حكم عالمُلك بايرجع سبيل 

ونظرا لظروف داعس  الصعبة ترك الدراسة والتحق في السلك العسكري  (اللواء الخامس مدرع )  في بئر أحمد تحت قيادة القائد العسكري بدر بن صالح السنيدي«رحمه الله». 
بعدها قادته ظروفه إلى الغربة في المملكة العربية السعودية  ليبدأ حياته العملية خارج الوطن
ولكن غربته لم تدم طويلا فآثر العودة  إلى وطنه الجنوب ليقول  قصيدته الشهيرة التي غناها فنان الثورة عبود خواجه
«هُنا أرضي هنا وطني » :

هنا أرضي هنا وطني هنا موطن أبي جدي
هنا الأرض الذي واجب نعادي من يعاديها

هنا أرضي هنا وطني هنا عهدي هنا لحدي
هنا الأرض التي با عيش فيها وانتهي فيها

هنا أرضي هنا وطني هنا عزي هنا مجدي
هنا الأرض التي نرفض غزاة القمع تغزيها

بلدنا هي سحابتنا ونحن البرق والرعدي
صواعق ننطلق من رعدها نحرق أعاديها

فاعلم أيها الغازي بان الغزو لا يجدي
واعلم أن من يغزي بلدنا ينتهي فيها

فهذي أرضنا واحنا عليها درع متصدي
علينا فرض واجب ان نآزرها ونحميها

فلن نقبل بها طاغي ومستعمر ومتعدي
قسمنا أننا بارواحنا والدم نفديها

فلا يمكن تكن وحدة بحكم إنسان متردي
فهذا قمع مستعمر غلط وحدة نسميها

فلا وحدة وانا ما زلت فيها منعزل وحدي
فلا يمكن تكن وحدة وحاميها حراميها

انا الحر الابي باقف بوجه الخصم متحدي
ونفسي بيد ربي هوه يموتها ويحييها

نعم يا موطن الأحرار ذا سيفي وذا عهدي
إذا ذبلت ورود الحرية بالدم نسقيها

فأين الحرية يا من تقول الحرية قصدي
فلا حرية في أرض أبرهه الاشرم توليها.

وقد كانت البداية الشعرية للشاعر  نجيب الداعس وهو لا يزال في سن مبكرة  ، ولكن تكشفت أشعاره الثورية أكثر في فترة الثورة الجنوبية من خلال مشاركاته في المهرجانات والتظاهرات  الغاضبة والاحتفالات المناهضة لسلطة صنعاء الإجرامية في مختلف الساحات الجنوبية ، فدخل المعترك النضالي  بقوة  وألقى عشرات القصائد التي  الهبت حماس الجماهير  الهادرة المتعطشة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ثورة جنوبية علناها وجب
ثورة وثوار الغضب فيها تثور

ثورة وبان الخام فيها والذهب
وبينت فيها الأناثي والذكور

كما  كرس نجيب الداعس  شعره لقضايا وطنه الجنوب فعرف بـ”شاعر الثورة الجنوبية ”،وكانت قصائدة الثورية سببا في جعله مطاردا.
ولعل نشيد الثورة  «قسما بالمولى يا وطني» من أشهر ما قاله داعس خلال فترة الثورة ولقد ردّد آبياتها عامة الناس وفرق الانشاد وصارت مثالا على كل لسان التي يقول في مطلعها:

قسما بالمولى يا وطني
لن تركع أبداً للعدوان

لن تخضع أبداً يا عدني
كلا لن ترضخ يا شمسان

قد شبت نيران الثورة
واندلعت أمواج البركان

ثوري وانتفضي يا أرضي
يا أرض الدعوة والإيمان

ما كان لشيطانٍ يمضي
يوماً فتواه على إنسان

قد وثبت أُسُداً من يافع 
وذئآباً حمراء من ردفان

وليوثاً زأرت بالضالع
وسباعاً لبت من ببحان

وفهوداً في أبين هجت
ونماراً نهمت من عقان

ووشاق القنة قد غضبت 
واحتشدت أشبال الريان
...........

فالشعر عنده أضحى للجنوب وسيلة للتعبير عن الظلم والتعبئة الشعبية ضد الاحتلال فغنّى للجنوب وقضيته بكل صوره..

النفس ضاقت والحلم اتكدر
من فعلكم والظلم والاستهتار

تنهو على المنكر وانتم منكر
وتدَّعوا بالخير وانتم فجار

و تكفّرون الناس فوق المنبر
وافعالكم ما يفعلوها كفار..

فمنذ السنوات الأولى لما يسمى بالوحدة اليمنية وداعس   ينشد  أفكاره للمستمع والقارئ عن الوحدة القاتلة والمؤلمة  وخطر السلطة الحاكمة والبُوس والألم والمعاناة في مدن وبلدات الجنوب جراء الوحدة المشؤومة وينشد في أشعاره رفضه للوحدة والظلم  والذل،إذ يقول بقصيدة«سلام من يافع »:

كنا مع الوحدة ووحدنا العلم
وكانت الوحدة أملنا والمرام

لكنها وحدة عنا وحدة ألم
لا مبدئية لا تساوي لا نظام

تقزم العملاق وتعملق قزم
وتكرهل  الابطال وتحب اللئام

دستورها الجلاد فيها والحكم 
جمهورية متلبسة ثوب الإمام

هذه هي الوحدة وما عنها نجم
وحدة سرق وحدة كَذِب وحدة كلام

من ناصر الوحدة وبالوحدة قسم
حرام يبقى يوم على الدنيا حرام.

وحين نفتش في أشعاره نجد الكثير من الأبيات الرافضة لما يسمى بالوحدة اليمنية، ونجد نبوءات لا يتم الانتباه لها إلا بعد عقودا من الزمن ويتحقق ما قاله فبعد حرب 94 قال الكثير من القصائد الرافضة  للاحتلال وعدم القبول بالوحدة  كقوله:

يقول داعس لا ولا يمكن ولن
لن نقبل الوحدة مع جاحد حقود

يا مندعي الوحدة وعنها مؤتمن
أين الامانة والعدالة والوعود؟

باقولك كلمة وبعلنها علن
وتبقى الأجيال عن قولي شهود

لا شعب واحد لا و لا وحدة يمن
من بعد ما خنت الوثيقة والعهود

عاصمتكم صنعاء وعاصمتي عدن
رحنا شوافع أصلنا وانتم زيود

*******

لقد لمع اسم الشاعر نجيب الداعس وبالذات في فترة الحراك الجنوبي والثورة الشعبية الجنوبية. 
وكان صوت الشاعر نجيب الداعس في تلك الفترة هو الأكثر تأثيرا في الساحة الجنوبية و الصوت الأنقى والأقوى تعبيراً عن إرادة شعب الجنوب وتطلعات الجماهير   التواقة للحرية والاستقلال وفك الارتباط بين الدولتين..
فقد كان شاعرنا نجيب الداعس يصعد المنصات في كل الاحتفالات والساحات المنددة بالاحتلال  ليقول الشعر ويلهب حماس الحاضرين بكلماته النارية.

يقول داعس موعد الساعة قرب
   من حيد صيرة بايجي يوم النشور

هزي بقاع البحر يا ريح الغضب
وشبي النيران  من قاع البحور

ويالبراكين ارسلي نار اللهب
وخلي البارد بنيرانك يفور

ياهل الجنوب الحر يا كمن شنب
يا ابن الجنوب الحر يالفذ الغيور

إلى متى يحكم على الرأس الذنب؟ 
إلى متى الغربان تحكم عالنسور؟

إلى هنا يكفي عنا يكفي تعب
قد حانت الثورة وما منها عذور

ثورة جنوبية علناها وجب 
ثورة وثوار الغضب فيها تثور

ثورة وبان الخام فيها والذهب
وبينت فيها الأناثي والذكور

لازم نردك يالجنوب المغتصب
من حاشية صنعاء عديمين الشعور

بالسلم ولا خلها تمطر شهب
والكون يحرق والدماء تجري نُهور

نحن العرب أصل العرب نسل العرب
يشهد لنا التاريخ من مر العصور

نُحن رجال الحرب رميان السَلب
 تاريخنا منحوت في صم الصخور

نُحن رفيعين المعالي والنسب
نحن الكواسر يوم كسار الظهور

نحن الصواعق والزلازل والغضب
نحن الجوارح والبواشق والصقور

يا طاغية صنعاء تبا لك وتب
باقول لك تبا وانا شامخ فخور

با نوصلك يالطاغيه يا با لهب
بشوف عزرائيل في دارك يحوم

اليوم يوم الموت ما منه هرب
أين الجنائز اين حفار القبور؟

فأين ما وجد شاعرنا نجيب الداعس  يلتف حوله الناس فتجده يتحدث بقلبه قبل لسانه، وكلماته تلهب  حماس الحاضرين ، وتفجر الحضور بالتصفيق.

لقد اكتسب شاعرنا  شعبية واسعة في عموم محافظات الجنوب  والجزيرة إن صح التعبير ..
فهو الشاعر الذي يردد الجميع أشعاره ويحفظها عامة الناس صغيرهم وكبيرهم، و له أسلوبه الخاص الذي يميزه عن باقي شعراء الثورة  الآخرين، فالشاعر نجيب الداعس تميز في أساليبه الشعرية الساخطة والغاضبة والساخرة والخيالية  فتجده يصنع حوارا بين ذاته زاد من رُقيّ كلماته وشعريتها وقوة ألفاظه ونظرته الواسعة في تيسير الشعر  وتوظيفه برؤية ثاقبة تمنح القارئ والمستمع حب واسع في قراءة النصوص لما تتضمن من مفردات فريدة وهواجس تدور في مخيلته صاغها  في أبيات  رائعة جعلت من قصائده نصّا ذا قيمه مستوحاه من العمق والخيال الداعسي    كقصيدة:
” اول زواجة تقع بين البشر والجـان“، وقصيدة “ أجمل مدينة ” وكذا قصيدة«بلادي للمعارك مسرحية»

يقول داعس منـام البـارح اذهلنـي
                      حلمت في دار من وسطه خرج شيطان
ودار ثاني خرج مـن داخلـه  جنـي
                      لابس عمامة ولابس جنبيـة صيفـان
وسرت لاعندهـم واستغربـوا عنـي
                      قالو قريبة يجـي لاعندنـا  إنسـان
وقال لي شيخهـم مـاذا تبـي منـي
                      وقلت بنتك هلالـة يا الملـك  مرجـان
وجاب بنتـه ومـد يـده  وزوجنـي
                      وقـال للجـن يالله زفـوا العرسـان
وجاءت الساحـرة ترقـص  وبتغنـي
                      وأم الصروم بالوسط بترد صوت  الدان
وجانـي ابليـس بيبـارك  وبيهنـي
                      باول زواجة تقع بين البشر  والجـان

و في أشعاره ينسج الحرية  ويأبى الانكسار والخنوع والخضوع  والذل والهوان لعنجهية الاحتلال اليمني  بقوله :

ولن تخوفنا حشود العسكر 
ولا المجوس الحاقدة والتتار

قد حانت الثورة ولن تتأخر 
ثورة جنوبية ثائرة بالثوار

ويقول في قصيدة اخرى:

وسع سجونك أيها الغازي فلن
تخيفنا يوماً سجونك والجنود

ولن تخوفنا المعارك والمحن
نحن الذئاب الحمر واشبال الأسود

يامرحبا بالنعش أهلا بالكفن
إذا حياتي ذل عزي باللحود

من لن يدافع عالكرامة والوطن
لا يستحق العيش يوما عالوجود

يعتبر الشاعر نجيب محمد  الداعس الشاعر الأبرز في الثورة الجنوبية  الذي أقض مضجع سلطات الاحتلال اليمني في الجنوب بشعره الذي ألهب حماس الجماهير على مستوى  الساحات الاحتفالية بمختلف مدن وبلدات الجنوب  ..

وكانت كلماته الشعرية أقوى وأشد  من الرصاص والصواريخ النارية الحارقة  على الطغاة كقوله :

سوف أكتب أشعاري بحد الخنجر  
وحبرها الباروت لاسود والنار

يا نار اجي بالشرار الأحمر 
يا ريح ثوري في عواصف وعصار

قد حانت الثورة ولن تتأخر 
ثورة مثيرة ثائرة بالثوار
وقال في قصيدة أخرى :
ارض الجنوب الحر تتفجر حُمم
اصحوا وفروا يا خفافيش الظلام

حيث تنبأ قبل عقدين من الزمن بمقتل طاغية صنعاء  على عبدالله صالح في داره إذ يقول  :

يا طاغية صنعاء تبن لك وتب 
باقول لك تبا ونا شامخ فخور

بانوصلك يا الطاغية يا بالهب 
بشوف عزرائيل في دارك يدور

وقال في قصيدة أخرى :
قولوا لطاغية اليمن موته وصل
لا يحسب الشعب الجنوبي خاضعين..

ولشهرة قصائد داعس الثورية السياسية  داخل الجنوب وخارجه   ... حكمت عليه محكم  الاحتلال اليمني  بالسجن عشر سنوات وصدر بحقه حكم غيابيا.

صامدينا صامدينا رغم كيد الحاقدينا
صامدينا يا وطنا فيك من كل الجهات
لو يدور الكون فينا سنظلي صامدينا
صامدينا ثابتينا في ثبوت الراسيات
ها هُنا صيرة تظلي قلعة الحصن الحصينا
ها هنا شمسان باقي في شموخه والثبات
........ َََ......... 
نجيب الداعس... دافع عن الجنوب بالقصيدة والبندقية 
............... 
يُعد داعس  من أبرز نشطاء الثورة السلمية الجنوبية في الساحات، ومن أوائل شعراء الثورة الجنوبية بقصائده الثورية التي  أشعلت حماس الجماهير وزلزلت كيان قوات الإحتلال، كما يعُد  شاعرنا داعس من أبرز  مفجري الثورة المسلحة الجنوبية .
كما عرف بشجاعته ومواقفه الثابتة دفاعاً عن الأرض والعرض والنفس.....فريداً في نضاله بالشعر والبندقية معا.
بشرب صبر واربط على بطني حجر 
المُر أحلى من عسل صافي بكاس العار

فداعس هو ذلك المناضل الجسور والقائد الفذ والليث الهمام الذي لمع نجمه في أصعب الظروف ليشع بكلماته في ميادين وساحات النضال السلمي مبكراً... وحمل بندقيته ليكون في مقدمة صفوف المقاومة المسلحة وفي طليعة الثوار الأحرار......وعاهد في أشعاره الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ميادين النضال بالسير في طريقهم حتى يتحقق الهدف المنشود  الذين سقطوا من أجله. بقوله:

أقسمت بالله القسم بعد القسم
إني مع الابطال بالصف الأمام

والله ما با ميل عن خطي قدم
للأرض تحرق والسماء تمطر سهام

نحنُ رجال الموت واصحاب الهمم
لو مر عزرائيل نضرب له سلام

الموت ما منه مفر يا أهل العزم
يا عيشة الاحرار يا موت الكرام

وقال أيضا :
مهما سجن مهما أسر مهما قتل
لابد من دحر الغزاة المعتدين

ثورة على الطاغية لما ننفصل 
ولا قُتلنا في بلدنا أجمعين

حيث شارك في معارك ردفان وإسقاط القطاع الغربي، وشارك في معارك تحرير جبل العُر وحينها تولى قيادة أول فرقة تهاجم قوات الإحتلال المتمركزة في جبل العر، وشارك في معارك الأحمرين  في ردفان ومعارك الضالع.
وعند اجتياح الجنوب في 26مارس 2015م من قبل الحوثي ،وبدأت عاصفة الحزم ضرباتها  الجوية ضد المتمردين الحوثين وميليشيات المخلوع علي عبدالله صالح سارع نجيب الداعس  للانضمام الى جبهات القتال في صفوف المقاومة الجنوبية دفاعاً عن الارض والعرض والنفس والدين من الغزاة المتمردين.
وكان  أحد القادة الميامين العظام الذين قادوا جبهات القتال المستعرة بعدد من الجبهات كجبهة ( بلة - النخيلة- المسامير - العند- شبوة - كرش- و في جبهة الحد بيافع).
وظل خلال فترة الحرب مرابطا في الصفوف الأمامية بميادين العزة والكرامة والشرف والبطولة ضاربا أروع أمثلة الوطنية والفداء والفطنة العسكرية في الكثير من  المواقع والجبهات..

أنا الجنوبي أنا البركان والغضبي
إذا غضبتُ... الصخور الساكنة غضبت

أنا الجنوبي انا الزلزال واللهبي...
إذا التهبتُ مياه البحر التهبت

أنا الجنوبي أنا النيزك أنا الشُهبي 
إذا اشتعلت حنايا الليل اشتعلت

أنا الجنوبي انا السني أنا العربي
إذا انطلقتُ رماح الحرب انطلقت..
 

ونظرا لمكانة داعس في وجدان وقلوب الجماهير تجد أشعاره تعتلي مكبرات الصوت و يحفظ ويردد أشعاره الكثير من عامة الناس صغيرهم وكبيرهم .

وكان  للشاعر نجيب الداعس  مسارا حافلا بالنضال والتضحية في الساحات والجبهات  ،حيث تجده دائما  يهتف بلسانه الأشعار وحاملا  سلاحه على كتفه،وأسهم بقريحته الشعرية   في  مد الثورة الجنوبية  بأعمالا  شعرية وأدبية في أوج الإبداع   جميعها تصور الواقع الحياتي و المزري  في الجنوب وتصور نضال الشعب  المطالب باستعادة سيادته الوطنية على ترابه الوطني من المهرة إلى باب المندب كقصيدة«ثورة جنوبية  ». 

وقد اشتهر الشاعر نجيب الداعس بقصائده اللاذعة في جذب و إثارة الجماهير  الشعبية ضد سلطة الاحتلال اليمني القمعية بشكل مبهر وفصيح فساهمت قصائده الثورية على مستوى الساحة الجنوبية  في  دفع الحراك الجنوبي  بشعره الثوري والتنويري على طريق استعادة الدولة الجنوبية  وتحقيق الحرية  والهدف المنشود المتمثل بالتحرير والاستقلال وفك الارتباط عن صنعاء.

وكانت جريمة اغتيال الشهيد فارس زيد طماح في سجون الاحتلال بالعاصمة عدن فاجعة مؤلمة هزت  الجنوب فاشعلت تلك الجريمة جوانح  داعس غضبا ليقول:
أين العروبة والعرب يا ناس هل؟
توجد عرب تستنكر الفعل المشين

اين الذي يفتو على خير العمل؟
أين العمل والخير أين المسلمين؟

ولعظمة مكانة الشهيد القائد منير محمود اليافعي  في  الساحة الجنوبية ،  تفنن شاعرنا داعس في نظم قصائد رثاء  في الشهيد أبو اليمامة أشادت بمناقب وتضحيات وبطولات الشهيد ودوره على الصعيد الوطني :

النوم صد العين والقلب انشقل
كائن في صدري رواسي راسيات

أبيتُ ساهر في خيالي والأمل
كل ما تأملت الجبال العاليات

آرى منير اليافعي عايش فهل؟
أبو اليمامة عاد من بعد الممات!

عز الله اني كل ما شفت الجبل
أراه شامخ في شموخه والثبات

ولنجيب الداعس  قصائد يهجوا فيها الجامعة العربية و الحكام العرب بأوصاف وألفاظ لاذعة ويصف فيها الخذلان والتواطؤ تجاه الشعب الفلسطيني  كقصيدة..

وكذا  له قصائد  تصف الإساءة التي تعرض لها الرئيس القائد صدام حسين...

وله أكثر من  200 قصيدة في العشق والغزل.
مقتطفات من كتاب قيد الطبع
للحديث بقية