من فصول الدراسة إلى العمل الشاق.. واقع مؤلم لمعلمي لحج
التقطت صورة مؤثرة لأحد المعلمين في حاضرة لحج ، وهو يعمل في مهنة شاقة بعيدًا عن قاعات الدراسة، في مشهد يجسد معاناة الكثير من المعلمين في لحج خاصة والجنوب بشكل عام الذين اضطروا لمزاولة أعمال شاقة لتأمين قوت يومهم بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. هذا المعلم، الذي كرس حياته للتعليم وتربية الأجيال، لم يعد قادراً على الاعتماد على راتبه الشهري، ليصبح مضطراً لمزاولة أعمال مرهقة لكسب رزقه وتلبية احتياجات أسرته.
تروي الصورة قصة واقع صعب يعيشه الكثير من المعلمين في جنوب اليمن ، حيث أضحى الراتب الشهري لا يكفي لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية، مثل الغذاء والدواء وتعليم الأبناء. أمام هذا الواقع، يجد المعلمون أنفسهم أمام خيار صعب، يتمثل في العمل في مجالات أخرى، بعضها يتطلب جهداً بدنياً قاسياً، رغم كونهم يحملون رسالة التعليم ويعملون على بناء مستقبل المجتمع.
يظهر المعلم في الصورة وقد تبدلت ملامح وجهه بسبب التعب والإرهاق، في صورة تعكس معاناة آلاف المعلمين الذين لم يجدوا بديلاً سوى العمل بعد انتهاء الدوام الدراسي، فيما يرون مستقبل أبنائهم وعائلاتهم مرهوناً بهذا الكفاح اليومي. فبدلاً من أن يركز المعلم على تطوير مهاراته التربوية أو الاستعداد لدروسه، يجد نفسه أمام معركة مع الحياة، باحثاً عن عمل يساعده على سد حاجات عائلته.
تعكس هذه الصورة وضعاً مؤلماً يعيشه المعلم الجنوبي اليوم، الذي يعاني من ضغوط اقتصادية أثقلت كاهله، وجعلته مجبراً على العمل في مهن شاقة لا تليق بمكانته كصانع أجيال. ومثل هذه الظروف تجعل الحاجة ملحة لإيجاد حلول جذرية لتحسين أوضاع المعلمين في الجنوب ، كي يتمكنوا من أداء رسالتهم السامية في تعليم وتربية الأجيال دون أن يُثقلهم عبء الحياة وضغوط العمل.