العميد صالح الحكمي..عندما تتحول القيادة إلى قدوة
حينما يجتمع الحزم في تطبيق القانون مع روح الإنسانية والتواضع في التعامل مع المواطنين، تتشكل صورة مثالية للقيادة الإدارية. هذا ما يجسده العميد صالح بن عاطف الحكمي، مدير عام فرع الإصدار الآلي للجوازات في خورمكسر بالعاصمة عدن، الذي حوّل مكتبه من مجرد مكان لإدارة العمل إلى ملاذ آمن للمواطنين الذين يلتمسون سرعة الإنجاز وعدالة الإجراءات.
الملفت للنظر في إدارة العميد الحكمي هو حضوره الشخصي في جميع تفاصيل العمل. مكتبه مفتوح لاستقبال المواطنين منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً حتى نهاية الدوام في الثانية ظهراً، لا ليشرف عن بُعد فقط، بل ليشارك فعلياً في حل المشكلات التي تواجه المراجعين، متحملاً مسؤولية اتخاذ القرارات بنفسه، بعيداً عن الروتين المرهق الذي يعاني منه كثير من الإدارات. هذه الخطوة التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، أحدثت أثراً كبيراً في نفوس المواطنين الذين يشعرون لأول مرة بأن المسؤول ليس مجرد صورة معلقة على الجدران، بل حاضر بينهم ويهتم بمشكلاتهم.
كذلك بين الحين والآخر، تجد العميد الحكمي يتجول بين أقسام الفرع المختلفة، لا ليُصدر الأوامر فقط، بل ليعمل إلى جانب الموظفين في الأقسام التي تعاني من ضغط كبير. في صالة النساء عندما يزداد الضغط تراه حاضراً للمساعدة في تخفيف الزحام ،كذا قسم توزيع الجوازات مثلاً، يُشاهد يومياً في الفترتين الصباحية والمسائية، يراقب سير العمل، يتأكد من أن كل مواطن يحصل على أفضل تعامل، ويتدخل لحل أي إشكاليات قد تعترض الموظفين أو المراجعين. وجوده في الميدان يجعل الجميع يشعرون بالمسؤولية، ويخلق بيئة عمل إيجابية قائمة على التعاون المشترك.
قد لاحظ كل من زار فرع إصدار الجوازات أن في قاموس العميد الحكمي، المواطن ليس مجرد رقم أو حالة تُنجز أوراقها، بل هو إنسان يستحق التقدير والاحترام الكامل. أي تجاوز في حق المواطن، مهما كان صغيراً، يُقابل بحزم واضح من قبله. فلسفته الإدارية تقوم على مبدأ بسيط ولكنه عميق التأثير: "حقوق المواطنين لا تُمس". وهذا النهج جعل منه حامياً لحقوق الناس، وصمام أمان يطمئن له الجميع.
في بيئة عمل مليئة بالتحديات، تتطلب الإدارة الناجحة قدرة فائقة على التعامل مع الأزمات. وهنا يبرز دور العميد صالح الحكمي الذي لا يكتفي بإدارة الأمور اليومية بل يواجه الأزمات بحكمة ووعي، ويبحث دائماً عن حلول عملية لكل مشكلة قد تطرأ. سواء كانت المشكلة تقنية أو إجرائية أو حتى تتعلق بتدفق أعداد كبيرة من المراجعين، فإنه يتعامل معها بروح المسؤولية دون أن يدعها تؤثر على تقديم الخدمة للمواطنين.
ما يميز العميد الحكمي حقاً هو كونه نموذجاً عملياً للقيادة التي تُلهم من حولها. الموظفون يرونه ليس فقط كمدير، بل كقدوة يُحتذى بها في الالتزام والتفاني، والمواطنون ينظرون إليه كملاذ آمن يُنصفهم ويقف إلى جانبهم. القيادة ليست لقباً يُعلق على باب المكتب، بل هي فعل يومي يتجلى في البساطة والتواضع، وهذا ما يتقنه العميد الحكمي بامتياز. في زمن باتت فيه الثقة بين المواطن والمسؤول أمراً نادراً، يثبت العميد صالح بن عاطف الحكمي أن القيادة ليست مجرد إدارة عمل أو تطبيق قوانين، بل هي رسالة إنسانية هدفها خدمة الناس بكرامة واحترام. لقد استطاع من خلال تعامله الراقي وتفانيه في أداء مهامه أن يكون نموذجاً يُحتذى به في العمل الإداري، وترك بصمة ستظل محفورة في ذاكرة كل من تعامل معه.
إن مثل هذه النماذج هي ما تحتاجه عدن اليوم، قادة يصنعون الفرق، ويؤسسون لمرحلة جديدة من الثقة بين المواطن والمؤسسة. العميد الحكمي لم يكن مجرد مدير، بل كان وما زال إنساناً قبل أن يكون قائداً، وهذا ما يجعله في نظر الكثيرين رمزاً للإدارة الملهمة والقيادة الناجحة،