الغريب: هشام باشراحيل مناضل مخلص غيور على وطنه الجنوب
في ذكرى رحيله الثالثة عشر كتب الاستاذ علي هيثم الغريب عن رفيقه ومعلمه الفقيد هشام محمد علي باشراحيل
وقال: أن الفقيد "اعلامي وسياسي فذ و مناضل وطني مخلص غيور على وطنه الجنوب".
وفي ما يلي النص الكامل لمقال الاستاذ علي هيثم الغريب، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير العدل السابق :
غادرنا يوم السبت 16 يونيو 2012 في فاجعة اليمه وبعد معاناة مع المرض، الفقيد هشام باشراحيل ، أحد رجالات الحراك الجنوبي الذين نشأوا على النضال الوطني في مدرسة صحيفة"الايام" والحركة الوطنية الجنوبية فانغرست في نفسه ونفوس اولاده وأسرته ، من أدبياتها ومبادئها، روح الاقدام و التضحية من أجل الوطن الجنوبي، فلقد كان المرحوم قبيل اندلاع ثورة الحراك الجنوبي، يقارع المحتل وينشر جرائمه التي يرتكبها في الجنوب، وكان مقر "الايام" بمساحته الصغيرة مكانا لأهم القرارات التي تبناها الحراك الجنوبي،
ولئن عددنا محطات من الاسهامات الوطنية للفقيد، فلنستحضر جلائل الاعمال له، فالفقيد هشام ما انقطع يوما في حياته عن خدمة هذا الوطن على مدى 18 عاما.
وكان على رأس كل فعالية ومظاهرة ومسيرة، وتولى مسؤوليات وطنية سامية، اجتماعات قيادات الحراك الجنوبي ، مما أدى الى اقتحام مبنى صحيفة الايام بالقوة الامنية والعسكرية ، وهذا يحدث لاول مرة في تاريخ عدن والجنوب ان يقتحم مبنى صحيفة بتلك الوحشية .. فأخذ هشام وأولاده إلى السجن .. كانت تلك المرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها بلادنا…
في عصر ذلك اليوم 18 يونيو 2012 وصل جثمان الفقيد هشام باشراحيل من المانيا حيث توفى ، وكنا في أ ستقباله في مطار عدن الدولي، فأطلق علينا الرصاص الحي ونحن في طريقنا الى مقبرة العيدروس، وكلما أطلق الرصاص على المشيعين ازددنا تماسكاً نحو المقبرة ومثواه الأخير.
"إننا اولادي واخواتي وأخواني" نتذكر اليوم معكم وبكل حسرة وألم إعلامياً فذا و مناضلا وطنيا مخلصا غيورا على وطنه الجنوب، فلقد شاء المولى عز و جل أن يرحل عن هذه الدنيا ليلتحق برفاقه المناضلين و اخوانه الشهداء وذلك قضاء الله و قدره و إنا لنحسبه إن شاء الله في جنة النعيم الى جوارهم.
وفي هذه اللحظات من الذكريات الحزينة المؤثرة، علينا وعلى اولادنا ان لا ينسوا تلك المنعطفات النضالية القاسية التي أجترحها آباءهم واخوانهم ، وقدم فيها شعبنا آلاف الشهداء والجرحى،
وأتوجه من جديد الى أخيه الاستاذ تمام واولاده وافراد العائلة و أهل الفقيد و ذويه الافاضل و رفاقه في مسيرة الحراك الجنوبي حينذاك والمجلس الانتقالي بأخلص التعازي و اصدق مشاعر المواساة، متضرعا اليه جلا و علا أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و يلهم الجميع الصبر و السلوان.