مردم سدّة حُصن (ريد) في الموسطة بيافع

منبر عدن - د. علي صالح الخلاقي

هذا النقش محفور على الخشب في مردم سدّة حُصن (ريد) التاريخي في يافع (الموسطة) الذي تجري عملية ترميمة، من قبل آل علي الحاج، وقد سبق لهم أن أعلنوا عن مبادرتهم الكريمة لتحويله إلى متحف لمكاتب يافع العشرة.
ولاشك أن النقش يقرّب لنا زمن بناء هذا الحصن الأثري الضخم، فقد كُتب عليه النص التالي:" بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.. لك الأيام بيضا..وأيام الذي يشناك سودي... برسم سيدنا ومولانا المالك الحبيب الشيخ علي ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ سالم ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ الحسين ابن الشيخ الكبير القطب الغوث الشيخ أبو بكر بن سالم".
وبجانب النص تاريخ غير واضح للقراءة، لكن وردود اسم الحبيب الشيخ علي بن أحمد بن علي بن سالم بن أحمد بن الحسين بن أبي بكر بن سالم، يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن القصر شُيد في عهده أي خلال النصف الأول من القرن الثاني عشر للهجرة،  ما بين سنة 1111هـ وهي السنة  التي تولى فيها منصبة عينات بعد وفاة والده، وبين سنة وفاته 1142هـ، وقد اتّسع جاهه بسبب اتّساع نفوذ يافع في أيّامه ، حتّى لقد كان الشّعيب المشهور بحسن ماء ورده إقطاعا له، وهو الذي استنجد بيافع لإخراج الزيدية من حضرموت كما ذكر ذلك ابن عبيد الله السقاف في (إدام القوت)،  وقال:" ثمّ إنّي اطّلعت بعد هذا على «رحلة عمر بن صالح» ، وفيها ما حاصله : (كان نهوضنا إلى حضرموت في أوّل شهر القعدة سنة (1117 ه‍) ، كتب إلينا مولانا وسيّدنا وصاحب أمرنا قطب الحقيقة والطّريقة ، الشّيخ الحبيب : عليّ بن أحمد بن عليّ بن سالم بن أحمد بن الحسين بن الشّيخ أبي بكر بن سالم أن نخرج إلى حضرموت ؛ لأنّ السّلطان عمر بن جعفر طغى وبغى ، وعظّم شعائر الزّيديّة ، واستولى على الشّحر، وهرب السّلطان عيسى بن بدر إلى عينات ، فهجم عليه بها هو ومن معه من الزّيديّة ، وأخذه منها قهرا ، واستولى على حضرموت كلّها ، وأرسل بعيسى بن بدر إلى عند الإمام ، ثمّ انكفأ على آل همّام ويافع الّذين بالشّحر وحضرموت ، فأخرجهم من القلاع ، وسلّمها للزّيديّة ، واستهان بالسّادة ، فعند ذلك عزمنا) ... ثمّ استاق (الرّحلة) إلى آخرها.
توفّي الحبيب عليّ بن أحمد بعينات سنة (1142 ه‍) وخلفه على المنصبة ابنه أحمد بن عليّ بن أحمد.
وهكذا نستخلص أن بناء هذا القصر قد كان بين عامي 1111-1142هجرية..أي أن عمره تجاوز الثلاثة قرون وما زال شامخاً، وينهض من جديد بجهود المخلصين للحفاظ على هذا المعلم التاريخي.