مؤسسة هيريتدج: حان وقت منع إيران من بناء القنبلة
دعا جيمس فيليبس وبيتر بروكس من مؤسسة "هريتدج" الإدارة الأمريكية إلى أخذ تفاخر إيران الأخير بإمكانية تصنيع قنبلة نووية على محمل الجد، حتى ولو أن المسؤولين الحكوميين هناك يشتهرون بكذبهم وخداعهم. ومن المهم خصوصاً الإصغاء إليهم حين يتحدثون عن موضوع خطير مثل البرنامج النووي والطموحات الإمبريالية.
الإخفاق في ذلك سيؤدي إلى زيادة تهديد إيران للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط وأبعد، كما إلى تعزيز الإرهاب الدولي والانتشار النووي في الشرق الأوسط
في 17 يوليو (تموز) الحالي، قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق والمستشار البارز للمرشد الإيراني الأعلى كمال خرازي: "يمكننا بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90%... تملك إيران (أيضاً) الوسيلة التقنية لإنتاج قنبلة نووية، لكن لم يكن هنالك قرار من إيران لبناء واحدة".
الجديد في الموضوع
كتب فيليبس وبروكس في موقع 1945 أنه بينما يملك المراقبون فهماً جيداً لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، يكمن الخبر هنا في الاعتراف العلني من قبل مسؤول حكومي بارز بأن طهران تملك الإمكانات التقنية لبناء سلاح نووي. تجنبت التعليقات الرسمية السابقة التطرق مباشرة إلى الموضوع. على سبيل المثال، قال النائب الإيراني السابق علي مطهري في أبريل (نيسان)، إنه "حين بدأنا نشاطنا النووي، كان هدفنا بالفعل بناء قنبلة". ثم أضاف: "لو تمكنا من إبقائها (سراً) حتى إجراء اختبار (نووي)، لكان أصبح الأمر مقضياً. مثل باكستان".
لقد كانت تعليقات خرازي جديرة بالملاحظة لأنها أعطيت إلى شبكة أنباء أجنبية وهي الجزيرة. والأهم أن تعليقاته جاءت بعد أيام على صياغة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إعلان القدس الذي أصدرت فيه الولايات المتحدة "التزاماً بعدم السماح أبداً لإيران بحيازة سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان تلك النتيجة".
أمران مختلفان
لطالما تساءلت الاستخبارات الغربية ومجتمعات صناعة القرار السياسي عن الوقت الذي ستستغرقه إيران لتسليح اليورانيوم العالي التخصيب من أجل بناء سلاح نووي عملي. ليس الأمر إنجازاً تكنولوجياً وعلمياً بسيطاً. إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لبناء سلاح نووي والقدرة على وضع اليورانيوم العالي التخصيب في جهاز لتسليم العبوة وتفجيرها أمران مختلفان.
6 خطوات
لقد تعرقلت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي منذ مارس (آذار). لذلك، من المحتمل أن يكون تصريح خرازي الصادم مجرد خداع لتحسين نفوذ طهران التفاوضي وانتزاع المزيد من التنازلات الأمريكية. مع ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للسيناريو الأسوأ حيث تفشل الديبلوماسية وتقرر إيران بناء ونشر أسلحة نووية.
بالتالي، حان وقت تجاوز جهود بايدن المتعثرة في جلب إيران نحو اتفاق نووي "أطول وأقوى" واتخاذ نهج أقسى حيال طهران وبرنامجها النووي الذي يفلت من القيود. بدلاً من مواصلة الديبلوماسية المفتوحة التي يبدو أنها لا تسير إلى أي مكان، يقترح الباحثان ست خطوات يجب على الولايات المتحدة اتخاذها.
تكثيف العقوبات الأمريكية على إيران
خففت الإدارة إنفاذها للعقوبات في جهد مضلل لإغراء طهران نحو العودة إلى الاتفاق النووي. يجب أن يتم عكس ذلك. المزيد من الأموال في جيوب إيران يعني المزيد من المشاكل للمصالح الأمريكية بما في ذلك الإرهاب وبرنامجاها النووي والصاروخي.
العمل مع الحلفاء الأوروبيين لتفعيل آلية الزناد
المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا أطراف أيضاً في الاتفاق النووي ويمكنها إعادة فرض العقوبات الأممية بطريقة آلية بموجب اتفاق 2015. سيؤدي تفعيل آلية الزناد إلى المساعدة في عزل إيران سياسياً واقتصادياً.
تطوير قوة عسكرية مؤاتية مع الحلفاء لموازنة إيران
يجب أن يحشد البنتاغون وحلفاؤه وشركاؤه ما يكفي من الإمكانات في المنطقة لردع وهزيمة الأعمال العدوانية الإيرانية.
تعزيز أمن الحلفاء والشركاء الإقليميين
يدعو الباحثان الولايات المتحدة إلى تعزيز الدفاعات الإقليمية ضد صواريخ كروز الإيرانية وصواريخها البالستية والتي قد تحمّل بعضها رؤوساً نووية كما ضد مقذوفاتها ومسيراتها. يحصل ذلك عبر تطوير أنظمة دفاعية جوية مدمجة تعزز أمن القوات الأمريكية في المنطقة.
تعزيز قدرة إسرائيل على ردع إيران
ينبغي على واشنطن تسريع مبيعات الأسلحة الجوهرية إلى إسرائيل مثل ناقلات التزويد الجوي للوقود والذخائر دقيقة التوجيه والقنابل الخارقة للتحصينات القادرة على تدمير منشآت إيران النووية المحصنة، في حال كان التحرك ضرورياً لمنع اختراق نووي إيراني.
توسيع اتفاقات أبراهام
على إدارة بايدن دعم توسيع اتفاقات أبراهام بشدة لتشمل الدول العربية المهددة من إيران مما يفسح المجال أمام توسيع التعاون الأمني العربي-الإسرائيلي في مواجهة طهران.
لاتخاذ القرار الحاسم.. الآن
دعا فيليبس وبروكس واشنطن إلى اتخاذ القرار الحاسم الآن. فالإخفاق في ذلك سيؤدي إلى زيادة تهديد إيران للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط وأبعد، كما إلى تعزيز الإرهاب الدولي والانتشار النووي في الشرق الأوسط وزعزعة استقرار المنطقة وتقويض المصالح الأمريكية بشدة.