الشيخ "محمد سالم الكهالي" شاعر كبير تعانق روحه روح الشعب

منبر عدن - خاص

محمد سالم علي الكهالي, شيخ له وزنه ومكانته الاجتماعية المؤثرة, ومناضل جنوبي لا يشق له غبار، وشاعر كبير تعانق روحه روح الشعب..يفرح لفرحه ويحزن لحزنه.. غنى  للمرأة.. للأرض.. للخضرة.. للجمال.. للثورة.. للوحدة قبل أن يُغدر بها.. وللإنسان أينما كان.. تماهى مع وطنه حُبَّاً لا حدود له.. شديد الالتصاق بالأرض والناس من حوله، وأحد فرسان النضال في الساحات من أجل قضية شعبنا وحقه في استعادة دولته.
من ثنايا كلماته الشعرية المطرزة بخضرة وادي "ذي ناخب"  نتذوق حلاوة العسل التي تكثر "جِبُوحه" فيه لكثرة أشجار السدر "العلب" التي تجد فيها "النُّوب" رحيقاً لذيذاً, ومن بين قوافيه تفوح في الأرجاء رائحة البُن اليافعي الشهير بنكهته وجودته, وهذا البُنْ هو الذي قصده شاعرنا الكبير المحضار" يا اليافعي غشوك بالزعتر".. وشاعرنا الكهالي لا يرضيه الغش مهما كان نوعه ومصدره وفي أي زمان ومكان, وهو يسلط سيف شعره الحاد لفضح كل محاولات الغش والحيلة والاحتيال ويقارع الظلم والفساد ويدعو إلى قيمٍ المحبة والخير والعدل والمساواة التي جُبَلَ عليها ويتشبث بها.. وهو صادق وصريح في قوله وفي مواقفه, ومبعث هذه الصراحة الثقة الكبيرة في النفس والجرأة في القول والبُعد عن الخوف في الإفصاح عن أفكاره والجهر بمواقفه الواضحة وضوح الشمس, ولأنه شاعر صريح فأن السكوت يرهقه عن قول الحق, لذلك نجده يجهر بأفكاره ومواقفه, متجاوباً مع الجماهير, وجميع المشكلات التي يتعرض لها ليس مشاكله الخاصة, بل مشاكل وهموم المجتمع برمته, فهي الحاضر الأبرز في جميع أشعاره, يسبُر أغوارها ويكشف أسبابها بعين الشاعر الناقد ورؤية الشيخ الحكيم ويعرضها بقوالب شعرية يُبَسِّط من خلالها أفكاره ومواقفه بما فيها من صدق ووضوح, وبما تزخر به من جماليات الشعر وعذوبة اللغة وقوة المعنى.
  وما أكثر القضايا التي تصدى لها على امتداد مشواره الشعري, الذي يغطي مساحة زمنية تمتد منذ مطلع الستينات من القرن الماضي وحتى اليوم, لا يخاف في قول الحق ونصرة أهله لومة لائم, حتى يمكننا القول أن الصراحة صفة لصيقة به شاعراً وإنساناً. 
ولهذا فلا غرابة أن يحمل ديوانه اسم " الصراحة راحة" لأن هذه التسمية تتناغم وتتسق مع محتويات ومضامين أشعاره التي لا تخلو من الصراحة والصدق, وهذا ما سيخلص إليه كل من يبحر في متن هذا الديوان الذي يعتبر الإصدار الثاني للشاعر, إذ صدر له من قبل مساجلاته مع صديقه الحميم الشاعر الكبير الراحل شائف محمد الخالدي .  كما صدر له (مساجلات ساخنة مع عشرات الشعراء)..
وما زال عطاؤه لم ينقطع ..شاعراً ومصلحاً اجتماعيا ومناضلاً وطنياً لا يعرف الملل والكلل، .متعه الله بالصحة والعافية.
#علي_صالح_الخلاقي