هل يحلم الحوثي حقيقة بإعادة اجتياح الجنوب؟
يدرك الحوثي جيداً استحالة تمكنه اليوم من اقتحام الجنوب وتجاوز القوات الجنوبية في أي جبهة، مهما كانت قوته وقدراته وأعداد مقاتليه، وذلك لسبب وجيه يكمن في رفضه شعبيا وغياب اي حاضنة أو قبول مجتمعي له بالجنوب واستحالة تخلي الجنوبيون عن قتالة بكل ما لديهم اليوم من قوات عسكرية مدربة وأسلحة ثقيلة وإمكانيات قتالية مختلفة، لم يكونوا ليمتلكوا شيئا منها، حينما لقنوا مليشياته وحليفه عفاش بحرب ٢٠١٥م هزائم نكراء لا يمكن أن تنسى او تمحى من ذاكرة التاريخ وعقول من تبقى منهم لذلك لجأوا أمس لقطع وتخريب الطرق وتفجير الجسر المؤدي إلى مكيراس أبين، في تأكيد على عدم وجود نوايا حالية للتقدم نحو الجنوب وإن كان الحال مختلفا بعض الشيء، بالنسبة لمحاولتهم التقدم نحو شبوه والاقتراب من مركز مديرية بيحان، بعد الانكماش المفاجئ لدور رجال واحرار قبائل البيضاء ومقاوميها، ورغم ان تلك المحاولات الجنونية غير الآمنة للتقدم نحو شبوه، لا تعد عسكريا واستراتيجيا، أكثر من مغامرات انتحارية محفوفة بكل المخاطر والكمائن، ومع أي لحظه تعود فيها مقاتلات التحالف للاستئناف دورها في دعم وتعزيز الجبهات الجنوبية المشتعلة على اشدها بعد خطاب رئيس الانتقالي وإعلانه النفير والتعبئة العامة لدعم وتعزيز كل الجبهات الجنوبية مع مليشيات الحوثي الحالمة عبثا بالعودة المستحيلة إلى جنوب الموت لكل غاز على مر التاريخ. وباعتقادي أن الحوثي يعول اليوم على خلايا سرية تمثل أتباعه من الجنوبيين، يعدونه بإسقاط المحافظات الجنوبية من الداخل، والحاقها في عتمة مسيرته السلالية العنصرية وبدون قتال وغزو عسكري جديد هذه المرة، نتيجة علمه الجيد باستحالة نجاح أي مغامرة انتحارية جديدة لمليشياته بالجنوب الذي لا يمكنه حتى مجرد التفكير حقيقة بشن معركة جديدة عليه وهو الأكثر قوة وَبئسا وتسليحا اليوم من أي فترة ماضية، ومهما بلغت سوء الأوضاع المعيشية وحالة الامتعاض الشعبي من فشل الحكومة الشرعية في تقديم الخدمات وصرف كل المرتبات بالجنوب، وحرصه السياسي والاعلامي والعسكري على استثمار ذلك الواقع البائس، واستغلال الرفض الشعبي الجنوبي المتزايد تجاه الشرعية والتحالف، لتحقيق اي اختراق ممكن على الأرض الجنوبية التي تتوهج اليوم نارا موقدة على كل من تسول له نفسه الصريعة للتحرك نحو الجنوب المحروس بإرادة شعبه التواق للحرية والمحمي بعدالة الله وقوة الحق وصلابة العقيدة القتالية الفولاذية لقواتنا الجنوبية، وكون أي تقدم نحو الجنوب، سيكون الفرصة التي توحد كل الفرقاء الجنوبيين على قتاله بكل ما أوتوا من قوة، كما سبقهم ذلك وباعتباره عدو مشترك للجميع، لا يمكن التراجع عن مواجهته كغاز احتلالي جديد يستهدف الأرض والعرض والدين التي لا مجال للتفريط في اي منها ولو كلف ذلك بذل الروح وتقديم كل غال ونفيس.