نحو الذكرى الثانية لتأسيس الأكاديمية العسكرية العليا في عدن

منبر عدن - خاص

إنه لمبعث فخر واعتزاز أن نحتفي بالذكرى الثانية لميلاد "الأكاديمية العسكرية العليا" في عدن، التي افتتحها الأخ الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، في 13 ديسمبر 2023م، كخطوة نوعية هامة لتأهيل القيادات العسكرية التي يقع على عاتقها بناء وتطوير القوات المسلحة بصنوفها الثلاثة: القوات البرية، والقوات البحرية، والدفاع الجوي، وعلى المستويات التكتيكية والاستراتيجية والتعبوية.
وخلال عامين فقط من إعادة افتتاحها، استطاعت الأكاديمية، بكفاءات عسكرية مشهود لها بالخبرة والتأهيل العالي، أن تستعيد مكانتها كمؤسسة تعليمية عسكرية رائدة، وتعيد تشغيل منظومة إعداد القادة عبر برامج تدريبية وأكاديمية متقدمة، أسهمت في تخريج ضباط قادرين على استيعاب مفاهيم العلوم العسكرية الحديثة، والتعامل مع متطلبات القيادة والسيطرة والتخطيط العملياتي وفق معايير احترافية تواكب التحديات الراهنة.وتكون الأكاديمية من ثلاث كليات لكل منها تخصصاتها المحددة، وهي:
1- كلية الدفاع الوطني: تمنح أعلى تأهيل استراتيجي شامل في المجالات العسكرية والسياسية والإدارية، وتُعد زمالتها في بعض الدول معادلة لدرجة الدكتوراه.
2- كلية الحرب العليا: مخصصة لإعداد القيادات على المستوى الاستراتيجي العسكري، ويلتحق بها عادة من رتبة عقيد فما فوق.
3- كلية القيادة والأركان: لتأهيل الضباط بعد الكلية العسكرية وإعدادهم للمستويات القيادية المتوسطة، وغالباً يلتحق بها ضباط برتب نقيب ورائد.
لقد شهدت الأكاديمية خلال هذه الفترة القصيرة حراكاً نوعياً في تطوير مناهجها وأساليبها التدريبية، وتحديث كوادرها وبرامجها التطبيقية، مما جعلها بيئة تعليمية جاذبة للضباط الراغبين في رفع مستوى تأهيلهم العلمي والمهني. ويعود ذلك إلى جهود قيادة الأكاديمية التي عملت بروح الفريق الواحد، وفي مقدمتهم مدير الأكاديمية اللواء الركن حسين ناصر بن عتيق، الذي استطاع، بمعية طاقمه المتميز، أن يحول هذا الصرح إلى خلية نحل لا تتوقف عن البناء والتطوير، واضعاً الأكاديمية مجدداً على مسارها الصحيح بعد عقود من الإهمال الذي تعرضت له مؤسسات التعليم العسكري في عدن.
لقد أصبحت الأكاديمية اليوم منبعاً علمياً وعسكرياً يُعوَّل عليه في إعداد الضباط والقادة الذين سيقودون صنوف القوات المسلحة الجنوبية، ويشكلون ركيزة أساسية في مشروع بناء الدولة المنشودة على أسس مهنية راسخة، بعيداً عن العشوائية التي أفرزت اختلالات التراتبية والرتب في الماضي.
إننا نتطلع لأن تستمر هذه المؤسسة العريقة في أداء رسالتها الوطنية، وأن تكون نواة صلبة لجيش محترف يمتلك أسباب القوة العلمية والعملية، ويعتمد على ضباط اكتسبوا خبرة أكاديمية رصينة داخل مؤسسة تُبنى بجهدٍ وإخلاص، وتعمل وفق رؤية واضحة لتطوير القدرات القيادية مستقبلاً.
فطوبى لهذه الأكاديمية التي نهضت من جديد كالعنقاء، وطوبى لضباطنا المنتسبين إليها الذين يواصلون طريق التأهيل والجدارة، وتحية تقدير لقيادتها وهيئتها التعليمية والإدارية كافة، الذين يعملون بصمت وإخلاص لرفعة هذا الصرح الوطني. وفقهم الله في مهامهم، وجزاهم عن وطنهم خير الجزاء.

مقالات الكاتب