الاشهار الحقيقي للزواج في دوعن
الاشهار الحقيقي للزواج، شهدته لأول مرة بحياتي، قبل حوالي عامين، بمنطقة #خيلة_بقشان بدوعن حضرموت، حينما دعيت لحضور وقائع زفاف صديق حضرمي عزيز وتفاجأت بمراسيم العقد تتم بشكل علني جماعي، بمكبرات الجامع، بعد صلاة العصر، داخل جامع المنطقة، حيث بدأ المأذون بالتقديم لذلك، بخطبة مقدمة العقد المعروفة عبر مكبر صوت الجامع، وبحيث يسمعه كل سكان المنطقة وما حولها..
وأعتقدت في البداية أن مكبر الصوت سيقتصر فقط على مقدمة عقد الزفاف، لكني تفاجأت أن الأمر استمر علنا، حتى لحظات تلقين العرسان وآباء العرائس، عبارات القبول الخاصة بعقد الزواج لكل عريس وعروسه ومنها جمل القبول المعروفة ب"زوجتك ابنتي.. فلانة بنت فلان حتى الاسم الرباعي للعائلة..
ورد العريس بقبوله الزواج من فلانه بنت فلان وفق المهر المسمى المتفق عليه وحتى نهاية عبارت البورتوكل الديني لعقد الزواج المعمول به إسلاميا ً.
خلت الأمر محرجا في البداية للعرسان، ولصديقي الذي تعمدت إلتقاط الاسم الرباعي جيدا لعروسته، كي أعايره فيه من شخص غريب على سكان تلك المنطقة المعروفة بتدين أهلها وحفظهم على القيم الدينية..
ولم أكن أعرف أن كل سكان القرية بمثابة عائلة واحدة كبيرة، وكل منهم يعرف اسماء الجميع فيها رجالا ونساء وشبابا.. وليس هناك ما يدعو للاستغراب من الأمر، وخاصة عندما صارحت صديقي بأني أصبحت اعرف الاسم الرباعي لعروسته.. فضحك واستغرب من مقدرتي على التقاط وحفظ الاسم الرباعي للعائلة قبله،وبهذه الدقة.
واكتفى بالرد كذلك أنه يعرف هو الاخر، ان اسم زوجتي أم بشار "سعيدة"، كما أخبره بشار بذلك ذات يوم في عدن.ولا يدري ان بشار عششه خطأ لان هذا الاسم الخاص بي انا فقط وأن اسمها المكتوب بأوراق الثبوتية هو "ابتسام".
وعلى خلاف غالبية المناطق باليمن، يتوجه، سكان المنطقة ومن بالجامع، بعد إتمام مراسيم العقد، إلى تناول وجبة العشاء والسلام على العرسان ومشاركتهم الرقص لمن استطاع إليه فنا واداءا،قبل أن ينفض الجميع ويعودوا إلى منازلهم ويذهب العرسان إلى حجرات شهر عسلهم المنتظر.
المهم عدت من #دوعن_حضرموت يومها بقناعة تامة، أن الاشهار الحقيقي للزواج لا يتم الا في تلك المنطقة الهادئة الجميلة المتآخية على قيم الخير والتعاون ومنطقتين او ثلاث غيرها بكل حضرموت ولا ادري عن بقية اليمن عموما.. وعليه اتمنى ان ينورني كل من لديه معلومة حقيقية عن الموضوع واكون شاكرا له.