ترحيب الانتقالي ومشاورات الرياض وما بينهما قضية شعب الجنوب
إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي ترحيبه بمشاورات الرياض يأتي من إدراكه لأهمية الحوار في إنهاء الأزمات، غير أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان صريحًا، وواضحًا مع كافة الأطراف المُشاركة بشكل عام، ومع رعاة المشاورات ممثلة بالمملكة العربية السعودية بشكل خاص عندما إعلن انهُ يحمل مشروعًا وطنيًا وشعبيًا ممثل باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، وهو الهدف الذي لن يتخلى عنه المجلس الانتقالي بأي حال من الأحوال، ومهما كانت تعقيدات السياسة، وخبثها، ومكر أعداء الجنوب.
كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان واضحًا عندما إعلن أنه منفتح على مشاورات شاملة تضمن حضور جميع الأطراف المعنية، لمعالجة القضايا المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب دون أي شروط مسبقة، وهذه كانت رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية بأن ما تُسمى بـ"المرجعيات الثلاث" أو "مؤتمر الحوار الوطني" فشلت قبل أن تبدأ، وأنها لا تندرج ضمن تطلعات شعب الجنوب، والسير عليها سيعقد المشاورات قبل بدايتها.
الإنتقالي الجنوبي دائمًا، وابدًا يعلنها صراحة، وأمام العالم أجمع أن المبادئ، والثوابت الوطنية المتمثلة في استعادة وبناء دولة الجنوب، وتحقيق الهدف الذي اُستشهد من أجله الآف الشهداء، وجُرحى مثلهم وأكثر، ثوابت يُستحال التفريط بها، أو حتى تأجيلها؛ فالمجلس الانتقالي الجنوبي عندما تشكل في 4 مايو / أيار 2017م، تشكل لأجل هدف، وخيار واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
نثق في المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في تخطي أي تعقيدات سياسية، وفي المناورات السياسية، فالحرب السياسية ربما تكون أعظم من الحرب العسكرية والإعلامية.