وداعاً جواس الشهيد
الجنوب حل اليوم ضيفاً على ردفان الثورة في تشييع القائد البطل اللواء ثابت مثنى جواس ومرافقيه إلى مثواهم الأخير في مقبرة حبيل السبحة بمديرية حبيل جبر شمال محافظة لحج.
الحضور الكبير - الذي لم أشاهده من قبل في أي جنازة إلا جنازة الشهيد القائد أبو اليمامة - جاء من مختلف مناطق الجنوب، لمشاركة ردفان الحزن وذرف الدموع على قائد صال وجال في مختلف جبهات القتال، ونحت اسمه في قلوب الكثير من أبناء الشعب جنوباً وشمالاً، لأنه قائد عسكري من الطراز الرفيع تخرّج في مدرسة عسكرية تُشَرِّف كل من ينتمي إليها.
لم يكن جواس عدواً لأحد سوى تلك الجماعة الحوثية التي تحقد على صحابة رسول الله وخلفائه الراشدين وأمهات المؤمنين، ولم تكن حربه معهم بدافع شخصي ولا بطريقة انتقامية، بل لأنه عرف شرهم منذ وقت مبكر، وكاد أن يتمكّن من هزيمتهم في عقر دارهم، لولا أن من كان يدعم تلك الجماعة ويسهّل لها تسليم المعسكرات يوقف الحرب باتصال كلما شعر بهزيمتهم، ربما لخطةٍ كان يحضّرها لتهديد وابتزاز المملكة العربية السعودية لتظل تنفق عليه وفق طلباته التي لم تكن لخدمة الوطن أبداً.
عاد اللواء جواس إلى الجنوب بعد إن سُلِّمَت محافظات شمال الشمال للحوثيين، وكان له إسهام في إخماد التمرُّد الذي قاده المدعو عبد الحافظ السقاف قائد الأمن المركزي آنذاك في صبيحة 19 مارس من العام 2015م، وبعد وصول مليشيا الحوثي وقوات عفاش إلى الجنوب كان لجواس شرف الدفاع في جبهة بلة ردفان إلى جانب أخيه القائد أبو هارون ومن معهم من قيادات المقاومة الجنوبية، وبعد التحرير عاد جواس إلى بيته ولم يمنّ على أحد بنضاله، حتى أنه كاد أن يصير في قائمة النسيان بالنسبة للشرعية، التي تذكرته لاحقاً ومنحته منصب شكلي قائداً لمحور العند.
فظل خلف الأضواء حتى نالت منه الجماعات الإرهابية بعملية غادرة قادر على إثرها الحياة الدنيا بسجّل مثقل بالانتصارات والبطولات التي سيخلدها التاريخ بأحرف من نور، ذلك ما أكدته الجماهير الحاشدة التي حَضَرت اليوم لتشييعه رغم بعد المسافات، تاركين خلف ظهورهم التوجهات والانتماءات السياسية والحزبية من أجل جواس الشهيد.
رحم الله الشهيد البطل جواس ورفاقه وأسكنهم في عليين.. آمين.