انتقال هادئ للسلطة يجبرك على احترام الإمارات
انتقلت قيادة الدولة الإماراتية من الشيخ المرحوم الراحل خليفة، إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بكل هدوء وحكمة وتوافق وطني بين أعلى كبار القوم وبكل هدوء حضاري يجبرك على احترام البلد وشعبه وحكامه، سيما حينما تطالع وسائل الإعلام العربية والعالمية دون أن تقرأ أو تجد أو ترى إلا مباركة الجميع لقيادة بن زايد للدولة وحرص الكل على المسارعة الوطنية لمبايعته، بكل سلاسة وبعيداً عن ضوضاء الأضواء أو مظاهر الاحتفاء ببداية عهد إماراتي جديد! .
وبصراحة فقد سجلت عملية الانتقال السلمي الهادئ للسلطة بالإمارات، سابقة توافقية غير متوقعة بالنسبة لي، كونها جاءت بكل سلاسة وتوافق وبدون أن نسمع أو نقرأ عن أي اعتراض من قبل أي شيخ إمارتي حاكم كان أو حتى مواطن محكوم، بعد أن كنت أعتقد شخصياً، أن الشيخ محمد بن راشد، نائب الرئيس رئيس الوزراء وزير الدفاع وحاكم دبي، هو الأقرب منصباً وعمراً إلى الرئاسة، حتى حرص قبل غيره، على مبايعة الشيخ محمد بن زايد، في قصيدة شعر رثائية رائعة للراحل خليفة ختمها بتقديم مبايعته بصورة أدبية تعكس نضجاً ثقافياً والتزاماً وطنياً بنظام الدولة الذي ينص على أن رئاسة الدولة لأبوظبي باعتبارها الإمارة الأكبر مساحة والأكثر دخلاً مالياً للدولة والأكثر تمويلاً وانفاقاً لبقية الإمارات. كما يعتقد الكثيرون على الأقل.
وبالأخير.. لا يختلف اثنان، على نجاح تجربة الحكم وتقدم الدولة في كثير من جوانب الحياة وترفيهها على مواطنيها غير المهتمين كثيراً كغيرهم بمن الحاكم الجديد المقبل لبلدهم، كونهم منشغلين بأمورهم الخاصة ويعلمون جيداً إن هذه الترتيبات محسومة سلفاً ولا تستدعي منهم أي قلق طالما وكل مشايخ وقادة دولتهم محل ثقة واعتزاز بالنسبة لهم.
لذلك تجبرك تجربة قيادة هذه الدولة على احترام حكامها، من احترامهم لشعبهم، مهما اختلفت معهم حول بعض سياستهم الخارجية.