تفسيرات هجوم عدن الإرهابي
تابعت الكثير من ردود الأفعال على العملية الإرهابية التي ضربت العاصمة الجنوبية عدن، ونجأ منها بأعجوبة القائد الجنوبي البارز اللواء صالح السيد، قائد القوات البرية الجنوبية، ومدير شرطة محافظة لحج الحبيبة.
وللحقيقية شعرت بغصة وانا اقرأ لناس يفترض انهم "عقلاء"، ويدركون ابعاد الحرب الإرهابية التي تشن على الجنوب منذ فجر مشروع الوحدة.
معقول كل هذه الشخصيات الكبيرة، تفكر بهذا المستوى، لماذا أصبح البعض يبرر لـ"أدوات الموت"، قتل الجنوبيين دون غيرهم؟.
عادة بعد كل عملية إرهابية تظهر بعض الأصوات اليمنية والسعودية، تتحدث عن "ضعف جهاز الأمن الجنوبي"، عقب ساعات من التفجير، كنت في مداخلة هاتفية على قناة الغد المشرق وسمعت أحد السياسيين اليمنيين وهو يتحدث للقناة عن "ضعف الأجهزة الأمنية"، وان الحل لمواجهة الإرهاب، دمج الأجهزة الأمنية الجنوبية، مع الأجهزة الأمنية اليمنية، وكأنه يؤكد المؤكد ان الإرهاب هذه "هو إرهاب سياسية ابتزازي".
ماذا لو دمجت القوات الجنوبية مع القوات اليمنية؟ هل سيتوقف الإرهاب؟، ماذا لو سلم المجلس الانتقالي الجنوبي العاصمة عدن ومدن الجنوب المحررة لهذه الأطراف التي ترى في الإرهاب وسيلة للحصول على مكاسب سياسية؟، هل سيتوقف الإرهاب؟
نحن لا نلوم تلك الأصوات اليمنية التي ما فتئت من التحريض على الجنوبيين، ومنها تلك الأصوات التي ترفض "الاعتراف بالهوية والقضية الوطنية الجنوبية"، ولا تزال تعمل لمصلحة "موطنها الذي قدمت منه"، ليس حنيناً لأصلها "اليمني"، فهذا شيء يظل مباحاً لها فعل ذلك، ولكن ترى ان "الجنوب فرع يجب ان يظل تابعا، والا الموت مصير أهله".
حين كان الجنوب حزيناً وهو يرى تلك الصور المأساوية التي تدمي القلوب "بأي ذنب قتلت"، كتب البعض قائلا "ان البعض فرحا بنجاة اللواء صالح السيد، وانه ليس حزينا على المدنيين الذين سقطوا"، مع ان الجميع كلهم جنوبيون وضحايا "آلة إرهابية يمنية".
حكم هؤلاء على "صالح السيد"، كقائد عسكري جنوبي، ان يموت لأنه قائد عسكري، مع انه اختار هذا الطريق بكل شجاعة واستبسال ولا يخشى الموت ولا حتى يفكر بمتابعة بما يكتبه "البعض"، خاصة أولئك الذين اختاروا الحياة في العواصم الإقليمية على الحياة في عدن، العاصمة الجنوبية التي تواجه الإرهاب منذ ثلاثة عقود ونيف.
وأخر ذهب الى الزعم "ان استهداف صالح السيد"، هو صراع داخلي في الجنوب، يهدف الى ما اسماه "قصقصة اجنحة عيدروس الزبيدي"، وهنا أسأل "هل استهداف اللواء سالم قطن، كان أيضا بهدف قصقصة اجنحة الرئيس عيدروس الزبيدي؟.
الإرهاب الذي يضرب عدن اليوم، هو ذاته الذي يضرب الجنوب منذ الشهور الأولى للوحدة اليمنية، ربما الفرق اليوم هو انه قدر لعدن ان تدفع ثمن هزيمة المشروع الإيراني والمشاريع الأخرى، والبعض ذهب في شطحته الى القول "انه لو تم تعيينه في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي"، لتوقفت العمليات الإرهابية.
أما اخر ما لفت انتباهي هي تلك المنشورات التي يتحدث أصحابها ان "المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأمين العام أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة، عبارة عن شخصية مبتزة تسعى للحصول على أموال من شركات الاتصالات، وان إيقاف عمل شركة "عمانية" في عدن، لا تحمل أي ترخيص، هدفه في الأساس "الحصول على النصيب من رشوة قدمتها تلك الشركة لرئيس وأعضاء الحكومة وان محافظ عدن يريد نصيبه من تلك "الكعكة".
أتذكر حين اغتال الإرهاب العميد منير اليافعي، نظم يمنيون في عدن احتفالات في فنادق ومطاعم بمناسبة اغتيال قائد قوات الحزام الأمني، الذي كان يجول العاصمة عدن ويقدم التضحيات لكي يعمل هؤلاء في أمن واستقرار ويفتحوا مطاعمهم ومخابزهم دون ان يتعرضوا لترهيب والابتزاز.
قمة القبح ان تعتقد ان الأخرين "لصوص ومبتزين مثلك"، قمة القبح ان "تبرر قتل صالح السيد"، لأنه قائد عسكري، وانت تدرك ان صالح السيد "لديه اسرة وعائلة وزوجة وأبناء، مثله مثل أي انسان"، وانه اختار هذا الطريق "دفاعا عنك طالما انت تعيش في العاصمة ومدن الجنوب الأخرى".
ما اقبحكم وما أقبح خطابكم وتحريضكم، ما أقبح حروفكم وهي تحض على الإرهاب والتطرف والقتل والتنكيل، بمبرر ان "قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، قيادات تستحق القتل لأنها قيادات".
الشعب يعرفكم ويعرف انكم ترفضون ان تكونوا جزء من هذا الشعب الذي يقاوم الموت للدفاع عن حياة كريمة وآمنة، يقاوم الإرهاب لكي يعيش في أمن وأمان، فالإرهاب الذي يستخدم لابتزاز المجلس الانتقالي الجنوبي "إرهاب وضيع"، ولا يمكن يحقق لأصحابه سوى المزيد من الرفض والرفض الذي لا تراجع عنه.
حفظ الله القائد صالح السيد، ورحم الله الشهداء وشفاء الله الجرحى.