صالح ناجي حربي أيقونة نضال وتضحية
يصادف اليوم مرور ست سنوات على رحيل المناضل والقيادي الاشتراكي "صالح ناجي حربي" وهي ذكرى تأتي محمّلة بعبق ورائحة الفقيد الراحل الذي لا تزال ذكراه وقيمه ومبادئه حية لم تمت أو يطالها النسيان.
لقد كان الراحل أيقونة نضال في صلب معارك العدالة لكل القضايا الوطنية، وفي المقدمة منها القضية الجنوبية العادلة، ولم يألُ جهداً أو تلين له قناة في الدفاع المستميت عن حقوق واستحقاقات الناس الذي رمتهم حرب 94 الظالمة إلى قارعة الطريق في أكبر عملية إقصاء تعرض لها المواطن الجنوبي، كادراً مدنياً وقائداً عسكرياً وأمنياً، وفي أكبر عملية طمس للتاريخ والمعالم والثقافة والأخلاقيات ومؤسسات الدولة، وقد كان الراحل أحد الضحايا لتبعات تلك الحرب القذرة التي اجتاحت الجنوب وتفيدت ثرواته ومقدراته كغنائم توزعت بين أمراء حرب من عصابات يوليو الاسود البغيض.
ناضل صالح ناجي حربي، بكل جسارة وكان حاضراً في كل الاشكال التي شكلت بوتقة نضال وكفاح منذ ما بعد حرب 94، وكان حاضراً فاعلاً في إنتاج الارهاصات التي فجّرت ثورة الحراك السلمي الجنوبي، وجمعية المتقاعدين العسكريين، وفي صدارة أهم الأحداث التي عنونت مرحلة النضال الثوري الجنوبي وفي هيئات الاشتراكي التي كان الراحل من أبرز قياداته.
ذكرى مفعمة بالحماس غير المنقطع النظير الذي مثله الفقيد، وديناميكا الحركة والحراك التي اتسم بها والذي عجزت عنجهية النظام آنذاك أن تكسره أو تثنيه عن مسار النضال والانتصار لقضايا الناس وحمل همومهم ومعالجة مشاكلهم، وكان في طليعة الركب المقاوم للظلم والاستبداد والغطرسة.
لروح صالح ناجي حربي، الملهمة المجد والخلود ولذكراه العطرة الوفاء، ولن نحد عن مسار الثورة والتحرير الذي رسمه هو وكوكبة من رحل من المناضلين، وإنا على دربهم لسائرون حتى الانتصار الكامل لقضيتنا العادلة وتحقيق تطلعات شعبنا وتقرير مصيره.