السر وراء تمجيد الراحل "علي عبدالله صالح"
منذ أشهر دأب البعض على تمجيد نظام علي عبدالله صالح، بدعوى انه كان نظاماً عادلاً وان من أتوا بعد علي عبدالله صالح، لم يكونوا عادلين، أو هكذا فهمنا.
نسأل .. هل فعل كانت هناك دولة يمنية في عهد علي عبدالله صالح؟، بمعنى دولة؟.
الإجابة بدون شك :" لا، لم تكن هناك أي دولة حقيقية على الاطلاق بشهادة من يمجدون دولة "صالح" اليوم، بالإمكان العودة الى ما كتبه هؤلاء قبل سنوات، وسيجدون الإجابة "ان علي عبدالله صالح لم يكن يدير دولة بل كان "رئيس عصابة تدير بلدا ممزقا بفعل سياسية النظام اليمني.
في مايو أيار/ 1990م، أعلن في العاصمة الجنوبية عدن عن مشروع وحدة سلمي، لم يدم هذا المشروع سوى بضعة أسابيع حتى تم اغتياله واغتيال كوادر الجنوب من مسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين وفنانيين، ولعل الكثير يتذكر حادثة وفاة الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم في مدينة ذمار اليمنية في الأول من ابريل العام 1993م.
علي عبدالله صالح لم يبن جيشاً وطنياً، بل تقاسم مع حلفائه السابقين "جماعة الإخوان الجيش"، فمنح الإخوان بقيادة ذراعه اليمين حينها علي محسن الأحمر، "قوات الفرقة الأولى مدرع وبعض الوحدات العسكرية، التي كانت ضمن تشكيل القوات البرية اليمنية.
ومنح أخيه غير الشقيق اللواء محمد صالح الأحمر القوات الجوية والدفاع الجوي، واولاد شقيقه محمد عبدالله صالح "قوات الأمن المركزي"، بقيادة يحيى محمد عبدالله صالح.
أما هو فقد أسس قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والحرس الخاص، وسلم قيادتها لنجله العميد أحمد علي عبدالله صالح، ورغم احترافية هذه القوات "تأهيلا وتسليحا"، الا انها ظلت قوات النظام لم تخض أي معارك ضد التنظيمات الإرهابية التي كانت تدار بواسطة جماعة الإخوان التي قاسمها "صالح" بعد حرب 1994م، السلطة ومنح لها حرية السيطرة على التعليم.
استجاب علي عبدالله صالح، لطلب الاخوان بضرورة القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني، وفعلا تم القضاء على الحزب تماماً وصودرت ممتلكاته في كل مكان.
وقد أدرك صالح الأخطاء الفادحة التي وقع فيها انه سلم رقبته لإخوان اليمن الذين حاولوا قتله في جامع النهدين بصنعاء، اما اغلب المشاريع في البنية التحتية فهي كلها مساهمات من دول شقيقة وصديقة مانحة.
دفع صالح، ثمن إبادة جيش الجنوب، فكانت الوحدات العسكرية الجنوبية التي بقت ولم تسرح، يزج بها في مواجهة الحوثيين، وقد خسر الجنوب الكثير من قادته العسكريين البارزين، لعل أبرزهم الشهيد اللواء عمر العيسي.
اين هي الدولة التي أوجدها علي عبدالله صالح، وهو تقاسم منابع النفط وشركات الأسماك مع حلفائه السابقين وخصومه اللاحقين الذين خططوا لقتـ.ـ.ــــله وقتلــ.ـــ.ــوه لاحقا بسلاح الحوثيين الذين احتفت بهم "توكل كرمان" ومنحتهم الخيام في ساحة الجامعة لإسقاط نظام صالح، وكانت قوات الفرقة الأولى مدرع توفر لهم الحماية الكافية.
هناك أشياء كثيرة وكثيرة جداً يمكن الحديث عنها عن دولة علي عبدالله صالح المزعومة، فإذا فشل من أتوا بعد علي عبدالله صالح، فهم من ذات الفشل والمحسوبية، وكلهم "خبز صالح وعجينه"، كما قال هو، نقر نحن بذلك.
فكلهم ولود مشو. هين من رحم نظام مشو .ه، فمن أين أتى رشاد العليمي وأحمد عبيد بن دغر وعلي محسن الأحمر وسلطان البركاني ومعين عبدالملك، و عبده الحذيفي، وسلطان العرادة، وغيرهم، ألم يأتوا من دولة علي عبدالله صالح.
خلال السنوات الماضية، ظل البعض يردد "مصطلح غياب الدولة، وبان المجلس الانتقالي الجنوبي عرقلة عودة الدولة إلى عدن، واستطاع المجلس ان "يكمل الكذب عليهم"، قال لهم "اتفضلوا هذه الدولة أروني كيف ستحكمون"؟. طلعت الدولة انهم يريدون يأتوا بكل اليمن إلى عدن، ومارسوا الفساد في ابشع صوره وسقطوا في الحضيض، ليخرج لنا بعض "ذباب"، يبكي على علي عبدالله صالح، بانه مات وكانت معه دولة..
عذراً المجلس الانتقالي الجنوبي والرعاة الاقليميون والدوليون لا يستطيعون ان يعيدوا علي عبدالله صالح من القبر؟. هذا طلب فوق طاقة الجميع.. هل لديكم من طلبات أخرى قبل ان يحمل اليمنيون حقائبهم ويغادروا المشهد إلى الأبد.. كمل الكذب"، أو بالبدوي "كمل امكذب".
بالنسبة للبعض سأفشي سراً، ليس كل مطالب إعادة علي عبدالله صالح للحياة، نتيجة فشل أدواته الحالية، ولكن يريد البعض يحصل على الفتات من بوابة طارق صالح، بل ان الأخير بدأ يمنح بعض الذباب القليل من الفتات، وهنا أوجه نصيحة لـ"طارق"، مشكلتك وقضيتك مع الحوثيين في صنعاء، حدود الجنوب معروفة مرسمة وواضحة ولا تقبل الشك.. اذا تريد الوحدة فأذهب اعيد صنعاء أو على الأقل تعز إلى وحدة "علي عبدالله صالح" أولاً، اما ان تمول أدوات للإساءة للجنوب وقضية شعبه الوطنية، فهذه مسألة مرفوضة ولا اعتقد انك انت لن تقبل ان تكون هذه الأدوات التي أساءت للجميع دون استثناء، أنا لك من الناصحين، هدفك "صنعاء"، كلنا ندعمك على ذلك، غير هذه لن نقبل ولو كان ذلك عبارة عن "بوست على فيس بوك، أو تدوينة على تويتر"، بما في ذلك تمجيد نظام سابق مارس الاحتلال في أبشع صوره.