الأخلاق

مامعنى الطلوع هل معناه الوصول إلى وجهه معينه أو هل معناه العلو ضمن طائفه أو جماعه بعينها أو هل في معناه البسيط  وهو الارتقاء ولكن كيف نفسر الارتقاء كمعنى رديف  هل نفسره بأنه العلو فوق الجميع وماذا ينفعنا مثل هذا العلو فحتما سوف توجعنا رقابنا اذا توجهنا بابصارنا نحو الاسفل وهل ممكن أن نفسره من باب السمو وعلى ماذا يسمو الإنسان  وهل يتفوق الإنسان  ويسموا على غيره كما يظن البعض بشكله الجميل أو بلباسه الأنيق أو بمواصفات جواله الجديد وهل هذا الصفات تجعل هذا الإنسان باعيننا فريدا.

هناك انواع من التيجان منها ماهو مرصعا بالجواهر يزهوا بها ويفتن بها البعض من البشر وهناك من التيجان الجميله التي يمكن شراؤها من الاسواق وبثمن زهيد  لا تساوي حتى قيمة ماصنع منه من مواد وهناك تاج عظيم لا نستطيع شراءه مهما ما بذلنا من الاموال ولا  نستطيع الحصول عليه  مهما ما قدمنا من الوساطات و لا يمكننا الظفر به حتى ولو استخدمنا القوه سواء كانت هذه القوه  عضليه أو كانت هذه القوه عسكريه  يلمع ويسطع بنور يفوق الخيال يلبسه البعض منا بشرف واستحقاق ليس لديهم اطقم أو حراسات يحمونهم ولا شعراء بجميل القوافي يمدحونهم ولا قنوات فضائيه كل همها  هو تجميل صورهم واخفاء عيوبهم  أنهم البسطاء الذين يمشون بيننا ويتحدثون معنا بتواضع شديد فاخلاقهم هي التاج الذي يزين رؤوسهم ويرفعهم في أعيننا الى مصاف الثريا .

الدنيا هي الخرابه الذي نعيش فيها جميعا نتشاطر فيها الهموم و الاحزان  نبني فيها قلاع من الاحلام الورديه  بعكس عقارب  الواقع الذي نعيشه نخطط فيها  لبلوغ الأهداف مع أن الجميع يعلم علم اليقين بأن جميع اهدافنا  سواء كانت عقارات أو أموال أو مناصب سواء حققناها أو لم نستطع تحقيقها في هذه الخرابه  ليس لها اي وزن أو قيمه  وعندما  نقف جميعا أمام الله جل وعلا  سنفتدي انفسنا بكل ما نملك و بكل مالانملك بل سنفتدي انفسنا باعز ما نملك كل ذلك لكي ننجوا من أعمالنا فلا تدع هذه الخرابه تخرب  وقوفنا الحتمي أمام من لا يغفل ولا ينام فاليوم الله جل وعلا يقبل منا مثقال ذره من العمل  وغدا لن يقبل منا ولو افندينا انفسنا بملئ الارض ذهبا فلا تجعلوا هذه الخرابه نصب اعينكم وهدف لحياتكم .

* القاضي الدكتور عبدالناصر أحمد عبدالله سنيد
* قاضي في محكمة صيره الابتدائيه

مقالات الكاتب