عقدة الأزمة اليمنية والواقعية المطلوبة
سبق وتحدثت في مقال سابق عن عقدة الأزمة اليمنية، وأنها تكمن في ارتباطها بالملف الإيراني، ويبدو أنه كلما مرت السنون ازدادت هذه الحقيقة تجليا. فإيران كمشروع توسعي في المنطقة ظلت ولا زالت حاضرة في الملف اليمني منذ حروب صعدة الستة مرورا بانقلاب 2014م وصولا إلى الحرب الحالية التي دخلت عامها الثامن.
هذا الحضور الإيراني قابله حضور عربي من خلال تحالف دعم الشرعية، وحضور دولي من خلال وضع اليمن تحت الفصل السابع، وبهذا أصبح الملف اليمني ملفا إقليميا ودوليا بامتياز، وهنا مكمن عقدة الأزمة، حيث أصبح من شبه المستحيل الحديث عن أي تسوية يمنية يمنية بين أطراف الشرعية والحوثيين بعيدا عن توافقات إقليمية ودولية.
هذه الحقيقة الموضوعية هي التي ينبغي أن تدركها أطراف الصراع المحلية، وأن لا تستعلي عليها، وأن تتعامل معها بواقعية كما تعامل مع نظيرتها أسلافهم الجمهوريين والملكيين أواخر ستينات القرن الماضي. تلك الواقعية هي التي قادت في نهاية المطاف إلى استعادة أطراف النزاع قرارها الوطني، وبذلك تحقق السلام ومصالحة 1970م.