لماذا خاض الجنوبيون الحرب خلال الثمان السنوات؟ ولماذا تم تأسيس المجلس الانتقالي ؟

منبر عدن

كانت حرب  2015م الذي اعلنها الحوثي ضد السلطة الشرعية في صنعاء قد مثلت فرصة للجنوبيين المطالبين في استعادة دولتهم  كمدخلاً نحو تحقيق مطلبهم في استقلال الحنوب عن صنعاء..
والذي انخرط فيها اعدا كبيرة من ابناء الجنوب منذ وصلول قوات الحوثي مناطق الجنوب وخاضوا حربا شرسه، اشتركت فيها قوات الحراك الجنوبي والسلفيين وعناصر الجيش الجنوبي السابق والمقاومة الذي مثل فيها الشباب 85%. حيث تمكنوا من طرد الحوثي من المناطق الجنوبية  بعد خمسة اشهر منذ اندلاع الحرب في مارس 2015م
ثم جاء تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كامتداد لتراكم نشاط الحراك الجنوبي، بل ويعد ثمرة نضال القوى السياسية والاجتماعية والمقاومة الجنوبية معا، التي عبرت عنه كثير من الرؤى والادبيات والتوجهات السياسية والفكرية للمكونات والقوى والنخب والأفراد والمؤسسات الفكرية ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب، خلال السنوا ت الماضية. 
وقد كان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي تلبية لرغبة وطنية جنوبية، ترى أهمية وجود قيادة سياسية جنوبية تمثل الجنوبيين والانتقال بهم إلى عملية  يتصرف من خلالها كاطار سياسي مستقلة وصولاً إلى تحقيق هدف الجنوبيين بالحصول على استقلالهم الكامل عن نظام صنعاء، عبر ممارسة العمل السياسي الذي يمكنهم من السير في اتجاه مواجهة التحديات القادمة التي يمارسها تحالف نظام صنعاء "القبلي الطائفي والسياسي "هذا من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى يحافظ على النصر الذي حققته المقاومة الجنوبية في حربها ضد المليشيات الحوثية، إذ كان لابد من رفد النصر العسكري بالنصر السياسي والذي عبر عنه تأسيس المجلس الانتقالي، خصوصا بعد ان اتضحت كثيرُ من  الامور المتمثل في فشل حسم الحرب في الشمال، وتعمد الحكومة الشرعية في أهمال المناطق المحررة وتُحكم الإنقلابيين في صنعاء بالسيطرة على كل المقدرات المالية والإداري في البلد.          
 إن انتظام العملية السياسية للحراك الجنوبي كانت تستدعي وجود مؤسسة سياسية واضحة تتعامل مع الواقع ببعديه الاستراتيجي والتكتيكي معاً، والاستفادة من التجارب السابقة التي مرت بها العملية السياسية، وما طالها من عبث مارسته سلطات نظام صنعاء، منذ حرب 1994م، مرورا بأحداث 2011 م ومؤتمر الحوار وتصاعد موجات المظاهرات والاحتجاجات الشعبية منذ 1994م، وتصاعدها المستمر منذ 2007م - 2015م. وصولاً إلى الحرب الأخيرة 2015م وما تلاها من تحولات، كل ذلك قد ساعد وضوح قضية الجنوب ..
حافضوا على المنجزين الذي تحقق حتى الان وهو بناء القوات المسلحة الجنوبية . وتاسيس المجلس الانتقالي الحامل السياسي للقضية . وراجعوا اي قصور وقيموا الخلل فيهما.
أ.د. فضل الربيعي

مقالات الكاتب