حكاية كلمة

عودنا الإعلام المحلي بمختلف فروعه من اعلام مرئي أو صحافه سواء كانت هذه الصحافه صفراء او تلونت بلون اخر  وفقا للجهه التي تنحاز إليها هذه الصحف والقنوات على مختلف مسمياتها بامتهان الكذب وتقديمه لنا و بأسلوب بديع على أنه حقيقه لايمكن دحضها باي حال يتبارى فيها الصحافيون لكسب "رزقهم " وفقا لما يستخدمونه من كلمات ومفردات في مديح فلان وتلميع صورة علان وإظهاره بمظهر الرجل الناجح ليضمن معها ترقيه مع علاوتين ومكافأه "ضخمه" تفتح النفس وتشرح القلب وتجعل الابتسامه ترتسم بقوه على وجهه.

الحقيقه في بلادنا أمرها غريب فلن تجد أحد يؤمن بها أو يصدقها بل إن البعض قد  يعتبر هذا الحقيقه مجرد "عواء" كعواء الكلب لايسمع به أحد ولايبالى بسماعه أحد بل إن البعض يتشائمون من مجرد  سماعه لأننا تعودنا منذ فتره طويله  على سماع  جميع انواع والوان  الكذب فلم نعد نميز بين الكذب والحقيقه.

الكذب يزين لنا دائما بكلمات "حسينه" نجد فيها أنفسنا وقد تملكتنا هذه الكلمات واشعلت فينا الحماس والامل ليظهر لنا بعدها بأن هذه الكلمات هي عباره عن مسكنات خفيفه جاءت فقط  لتخفف عنا وقع الصدمه وترسم لنا معالم  عالم افتراضي جميل لايمكن باي حال أن يتحقق  على أرض الواقع.

أتساءل من منا المخطئ هل نحن اخطائنا بأن سلمنا عقولنا لمثل هذه الأحلام وهل عيب للإنسان أن يحلم وينسى الواقع أو يجب عليه أن يعيش في "نكد" وهو ينظر إلى هذا  الواقع الذي يسبب له الضيق والألم  او هل هم اخطائوا كاعلام  لأنهم اعطونا جرعات مفرطه من الامل ادمنت عليه عقولنا فأصبحنا مثل المدمن الذي يبحث عن المزيد من الجرعات من دون التفكير في العواقب .

الكلمه سلاح وامان يمكن أن يكون حادا ليسبب الألم وممكن يكون صادقا  ليعطي الامل فليس العيب أن نتحدث عن الواقع بكل مافيه من فضاعه نعطي صوره تقريبيه للواقع لنضع أيدينا فوق ايدي  بعض نبحث فيه عن الحلول نتسابق فيه إلى مضمار الخير لنرتقي الى المراتب العليا بين الأمم ولكن العيب هو أن نبيع الاحلام واحيانا نبيع الاوهام في وصفه لاتجدها الا في مصحة السلام لعلاج الامراض النفسيه .

ختاما الكلمه هي امانه تلاحق صاحبها في الدنيا والاخره يجب علينا اختيارها بعناية و احترامها وتكريمها فهي تحمل "ريحنا "الى العقول في  رساله يعرفون بها من انت .

القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد

* قاضي في محكمة صيره الابتدائيه

مقالات الكاتب