الفرق

ماهو الفرق بين أن تكون أو لاتكون لأجل هذا الأمر أصدر العقل قرارا فوريا قضى بعد الديباجة  بتجنيد الإلزامي لكل ما املكه من بنات أفكار في معسكرات خاصه تم إنشائها لإجراء المزيد من التدريبات الضروريه استعدادا لخوض غمار التفكير العميق في محاوله لوضع الاجابه المناسبه عن هذا السؤال و محذرا في الوقت نفسه و بشده كل الافكار والكلمات من التخلف عن تلبية نداء العقل .

فتساءلت وانا استعرض ما استنفرت و جندت من الأفكار والمفردات  كيف يمكن للإنسان أن يحدث الفرق وماهو قيمة الفرق الذي قد يحدثه في حياته هل الفرق في نظرنا هو الانجاز  الشخصي بتقلد المناصب الرفيعه  فيرتفع فيه صيتنا ويعلو أمام الناس شأننا ونصبح في أعين الناس ( هنجمه) وفي اعين النساء (لقطه) ويعمل الف حساب لما ندلي به من اقوال يتبارى  لأجل عيونها المحللون لوضع جميع هذه الأقوال تحت مجهر التحليل يرصدون فيها حركة هذه الأقوال يحللون يتوقعون بناء على مايظهر من نتائج  كيف ستكون حركة القرارات التى نصدرها  حتى يشيدوا الاحلام  بناء على ارتداداتها ولكن هل هذا ما سيحدث الفرق ويجعلك تظهر  في أعين الناس وكانك رجل دوله فريد هل سيجلب  لك ذلك الرضى و هل سيرضي هذا الشي  الغرور الذي يعشعش في عقلنا منذ, زمن والذي افقدنا القدره على أن نرى الأمور بما تستحقه من  عمق و أن نفكر  بالأمر بما يستحقه  من تأمل وصمت  هل نكتفي  نحن فقط بارضاء انفسنا فارضاء النفس غايه يمكن بلوغها  بالاجتهاد و المثابرة ولكن هل وضعنا هذا الارضاء فوق كل شي هل جعلناه  هدفا لحياتنا و مشروعا لطموحنا .

فتعجت وانا اشاهد كل ذلك وأتساءل وماذا سيفيدنا كل ذلك هل سيرفع اسمنا الى مصاف العظماء أو سيكتب اسمنا في قائمه المبدعين  أو هل  سيخلد الشعراء ذكرنا في قصائدهم  أو هل ستتبارى القنوات الفضائيه على تخصيص البرامج للحديث عنا ورواية قصتنا .... اذن من سيذكرنا ؟.

سؤال أصاب تنايا عقلي بالارهاق  وجعلني اشتد  واجتهد في التفكير   فنحن في مناصبنا لسنا سوى "خدم "نسعى  بل نجتهد بصرامه  لارضاء هذا المواطن والذي يتم تعيننا سواء كان ذلك بقرار جمهوري أو بغيره من أصناف القرارات  اكراما لعيونه و لأجل خدمته يفترض أن تكون خدمته هي شرف و هدف لنا وإذا استطعنا أن نخلص ونتفاني في خدمته  نكون بذلك قد احدثنا الفرق.

يوما سنذهب وتبقى مآثرنا سيختفي المطربون الذين كانوا  يطربوننا وكانوا  يعزفون باسمنا   وسيختفي من الوجود من كانوا ينظمون القصائد اكراما لعيوننا  سننظر عن يميننا فلن يلتفت الينا  احد وسننظر الى شمالنا  فلن يعرفنا أحد ستبقى أعمالنا هي بصمتنا وهي من ستروي عنا  قصتنا  و سيظل هذا المواطن اابسيط هو الميزان الوحيد لنجاحنا.

* القاضي الدكتور عبدالناصر أحمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الإبتدائية

مقالات الكاتب