حكومة الخطيئة
قال محافظ العاصمة عدن "أحمد حامد لملس إن "حكومة الشراكة" لم تفِ بالتزاماتها تجاه العاصمة؛ هو صادق في كل حرف قاله، هذه الحكومة هي في الأساس جاءت لمعالجة "إشكالية" في السلطة والإدارة، والفساد والمحسوبية، ونهب الموارد، وتحولت إلى عبء على المواطن، وتسببت في حالة الانهيار المعيشية للمواطن.
في العام 2018م، حين رفض المجلس الانتقالي الجنوبي الإجراءات الحكومية وحرفها مسار الحرب من مواجهة الاذرع الإيرانية إلى مواجهة الجنوب، عسكريا وأمنيا وخدميا واقتصاديا، احتاج إلى خوض معركة للدفاع عن تطلعات الجنوبيين الوطنية والسياسية وحقهم في العيش وجني ثمار الانتصار الذي تحقق بانهار من الدماء الزكية.
قال الرعاة السعوديون "نحن لدينا فكرة سحرية"، ستعالج الازمات المفتعلة، المجلس الانتقالي لم يكن امامه من خيار سوى الترحيب بهذه الفكرة التي قدمها سفير السعودية والمسؤول الأول على الملف اليمني "محمد بن سعيد آل جابر".
قدم السعوديون لهادي ورقة تضم أسماء حكومة جديدة، رئيسها وزير الاشغال العامة والطرق "معين عبدالملك الصبري"، القادم من ساحات الجامعة في صنعاء، ولكي تنجح هذه الفكرة السحرية :"قدمت الرياض دعما ماليا للبنك المركزي قدر بـ2 مليار دولار أمريكي".
لم يمض سوى بضعة شهور على تلك الوديعة حتى خرجت تقارير الأمم المتحدة وفريق الخبراء، تؤكد ان الوديعة ذهبت لصالح "مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية ومصرف الكريمي"، بالإضافة الى بعض الشركات التي يمتلكها معين عبدالملك باسم نجله؛ وهذه ليست اتهامات توجه لمعين بل الكثير من التقارير الصحفية تحدث عن ذلك.
اثير الجدل مرة أخرى، وقال السعوديون لمعين "فداك الـ2 مليار دولار"، با نعطيك فرصة ثانية ووديعة ثانية، وهنا قد تتوقف وتسأل نفسك :"لماذا الإصرار على رجل أدين بالفساد والتلاعب الوديعة والموارد المحلية"؟.
يقول السعوديون إننا نتحامل على "سعادة السفير"، ولكن ما هو الإصرار على ان يكون هذا الفاسد في رئاسة الحكومة.
هناك فساد وحالة فشل كبيرين، معين سيعزل في نهاية المطاف، لكن من يتحمل سوء إدارة الملف".
هذه "حكومة خطيئة"، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يدفع الجنوبيون ثمن هذه الخطيئة الفادحة يوميا.
والا دعونا نسأل "أنفسنا"، ما هي الحكمة لاختيار رئيس حكومة "يمني"، في حين ان رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس البرلمان ومحافظ البنك المركزي ووزراء وزارات سيادية جميعهم من محافظة يمنية "واحدة"، ليست محررة وتشكو الحصار.. إذا كان الاختيار هدفه "رفع الحصار عن هذه المحافظة اليمنية"، لماذا لم يرفع الى اليوم.
ما هو الدور الذي تقوم به هذه الحكومة.. هل تصرف مرتبات، هل تشارك في تطبيع الأوضاع الأمنية؟ هل تحارب التنظيمات الإرهابية، هل تقاتل في الجبهات ضد الحوثيين الموالين لإيران؟.
ماذا تفعل.. غير نهب الموارد ويمننة الوظيفة، وتعزنتها "للدقة".
نسأل الاشقاء السعوديين، ما هو موقف مجلس القيادة الرئاسي من العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة ضد قوات الحزام الأمني ودفاع شبوة والعمالقة؟.
هاتوا لنا انجاز واحد لرشاد العليمي او معين عبدالملك، انجاز واحد فقط.. قد يقول البعض "أعاد 50 ألف جنوبي مسرح الى وظائفهم".
هذا الملف مطروح منذ عشرة أعوام، وهناك منح دولية استلم منها وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي ثلاثة مليار دولار، خصصت لمعالجة "المسرحين قسرا من وظائفهم".
حان الوقت لمعالجة هذه الخطيئة، كما انه ليس من المعقول والمنطق ان يظل الجنوبيون في حالة صمت امام "سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها هذه شخوص حكومة الخطيئة، حان الوقت ان تكون للجنوب حكومته "الخاصة".
حان الوقت ان يتم وضع حد لهذا العبث حتى لا تتكرر تجربة "حوشي وجودي" مرة أخرى.