حملة منع حمل السلاح.. والواجب المحتّم على الجميع
حملة منع حمل السلاح في العاصمة عدن، خطوة جميلة جدًا -مع أنها تأخرت كثيرًا- لكن البدء بتدشين الحملة يوم أمس الخميس من قوات العاصفة الرئاسية -تنفيذًا لتوجيهات قيادة القوات المسلحة الجنوبية- أمر في غاية الأهمية ويجب أن يستمر حتى تحقق الحملة أهدافها إن شاء الله.
طبعًا الحملة جاءت بناءً على برقية من سعادة مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي، الذي بدوره أبلغ الجهات العليا بظاهرة تفشي حمل السلاح في الأسواق والأماكن العامة بصورة ملفتة، وذكر مدير أمن عدن أنه جراء تلك الظاهرة أدى إلى حدوث عدة جرائم قتل في العاصمة عدن.
الجميع يعلم أن هذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة -ولها أسبابها ومسبباتها المعلومة- لكن ما يهمنا الآن، أنه جاء الوقت لمنع هذه الظاهرة، وعلى أقل تقدير الحد منها في المرحلة الأولى من الحملة.
نشد على أيادي القوات الأمنية والعسكرية، ويجب علينا جميعًا أن نقف معهم ونساندهم، كلًا بما يستطيع ولو بالكلمة والتوعية والإرشاد، كما يجب عليهم الاستمرار في تنفيذ الحملة حتى تحقق أهدافها، بمعنى أن لا تكون الحملة مجرد ردة فعل وقتية، شبيهة بمسكنات "الفولتارين" لأن أي فعل من هذا القبيل، سوف تكون آثاره عكسية، ويقلل من هيبة ومصداقية الأمن والقوات العسكرية لدى المواطنين.
باعتقادي (حملة منع حمل السلاح) لا تقتصر على رجال الأمن والجيش، بل هي مسؤلية الجميع، ولهذا ندعو الجميع إلى المشاركة في إنجاح هذه الحملة الطيبة كلًا من مكانه، ولما يمتلك من وسيلة.
أئمة المساجد عليهم دور كبير في توجيه الناس وإرشادهم وتقديم النصح لهم، فحمل السلاح عادة سيئة ولها عواقب وخيمة وليس ببعيد عنا ما حصل مؤخرًا من جريمة قتل البراءة في يوم عرفة بالقاهرة، وكذا ما حصل في كريتر في أول أيام عيد الأضحى.
رجال الصحافة والإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون لهم دور محوري في هذه الحملة من خلال مواكبة الحملة إعلاميًا، والإشادة بدور الجهات الأمنية والعسكرية المنفّذة، كما يجب أن يكون لهم دور كبير في مجال التوعية والتوجيه والإرشاد للمواطنين، وتشجيعهم على التقيّد باجراءات الحملة والامتناع عن حمل السلاح، وتوضيح سلبيات هذه الظاهرة السيئة التي تجلب المصائب والكوارث وتمس الأمن والسكينة العامة.
التوعوية المجتمعية مهمة جدًا ودورها لا يستهان به، لذا يجب أن نقف جميعًا مع رجال الأمن والقوات العسكرية، كلًا في مجاله ومن مكانه، ولنعلم جميعًا أن القوات الأمنية لن تنجح في تحقيق أهداف هذه الحملة، ولن تستمر فيها، مالم نكن جميعًا معهم، نؤازرهم ونحثهم على مواصلة الحملة؛ بتعاوننا وتطبيقنا للنظام وتنفيذ الإجراءات التي تم إقرارها.
قبل الختام.. جاء في الأثر (إنهُ لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن) أي أن وازع السلطة الأمنية أقوى وازع لإلزام الناس بسلوك السبيل الأقوم، لهذا يجب على القوات الأمنية والعسكرية الضرب بيد من حديد تطبيقًا لإجراءات الحملة الأمنية، حتى تحقق أهدافها، ولا يجب التماهي أو التساهل مع المخالفين، كون أي تراخي أو تهاون أو تلاعب، قد يحرف الحملة عن مسارها الصحيح، مما قد يؤدي إلى أن تفقد الحملة زخمها وتأييد الناس لها، وهذا يعتبر مؤشر فشل نتمنى أن لا يكون ولن يكون إن شاء الله.
ختامًا.. يقول الله تعالى: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..)).
* مدير تحرير منبر عدن