إعلان الطوارئ كان ضرورة وفي وقته المناسب
كان الكل، في هيئات المجلس الانتقالي، خاصة الجمعية الوطنية، يطالب بإعلان حالة الطوارئ، من قبل حوالي سنتين، لتردي الأوضاع في الجنوب وبالذات في العاصمة عدن، جاءت الفرصة الآن وهذه أولى الخطوات السليمة نحو التحرر من التبعية التي فُرضت علينا نحن الجنوبيين، فقط، من قبل الأمم المتحدة بتقييدنا بالبند السابع وجاءت بالتحالف العربي الذي بدأ بشكل مرضٍ ومنع تقدم الحوثيين وساعد في تحرير المناطق الجنوبية من مليشياتهم، إلا أن بعد خروج الإمارات من عدن، بعد أن كانت تدعمنا بإخلاص، والهدف معروف، فهناك، من لم ترضَ نفسه الحاقدة على الجنوب، رؤية الاستقرار يعم ارض الجنوب، وهذا يدعم الاخوان الذين على علاقة سرية بالحوثيين.
وكانت النتيجة هذه التي نعيشها من ست سنوات..ازدياد في المعاناة وتردٍ في الأوضاع المعيشية والتعليمية والصحية..الخ. حتى وصولنا الى ما يجري اليوم. لكن، رغم كل ذلك، ما زال شعب الجنوب صامداً والانتقالي واقفاً على قدميه ولم يتمكنوا من زعزعة الثقة فيه بزرع الفتن والمناطقية.. الخ؛ فافتعلوا قضية السنباني، كصخرة رموها، لتهتز الأرض وتنشق وتبتلع الانتقالي وشعب الجنوب، لكن تكشّفت خيوط المؤامرة المحبوكة، بعد خروج المتظاهرين تحت شعارات مطالب خدماتية وتحسين الأوضاع، لكن ما وراء الأكمة غير ذلك.. فقد تم دس عملاء الاخوان المدججين بالسلاح الذين استخدموه ضد جنود الأمن والمتظاهرين. ثم قاموا بنشر الفيديوهات والتسجيلات التي تشتم الانتقالي وتعكس صورة مغايرة عن الواقع للإساءة لرجال الأمن. وكل ذلك، ايضاً، تغطية لما يحاك ضد الجنوب، حيث تم الحشد من مليشيات الحوثي نحو أبين وبيحان وتم الانسحاب من قبل قوات الشرعية(الاخوان) من مواقعها، لإفساح الطريق للمليشيات الغازية؛ فما كان من الانتقالي إلا الاعلان عن حالة الطوارئ والتعبئة العامة. وهل كان الناس يريدون أن يتقدم الحوثيون إلى مدنهم؟ هذا هو الغباء بعينه. الانتقالي يمثل السد المنيع وصمام أمان لثورة الشعب السلمية.. فليخرج الناس ويصرخوا ويرفعوا شعاراتهم، لا أحد يمنع ذلك، لكن بشرف وبسلام والحفاظ على نظافة وأمن البلاد، لماذا يتم إحراق الإطارات والمنشآت الخاصة والعامة وتدميرها؟ لماذا قطع الطرقات؟ لماذا الخروج بالتظاهر بعد منتصف الليل؟ لماذا ترويع الناس وإقلاق مضاجعهم؟ هذه بلدهم التي بخرجون من أجل سلامتها وسلامتهم والحفاظ على أمنها؛ فلماذا يتم إذن الإساءة إليها؟؟! هنا السؤال.
الأهم فيما يجري..إن الناس نسيت السنباني الذي كان موته شماعة للوصول إلى مبتغى الاخوان والحوثيين الشيطاني!! هكذا يستغل الآخرون جهل الشعوب.