شقرة وبايونس والوعي المجتمعي
مساء يوم أمس الأحد كنا في شقرة نحتفي مع أهلها بأبنها "المستشار" الاستاذ الدكتور سعيد بايونس، الذي أستحق بجدارة الالتفاتة المجتمعية لابناء شقرة والدلتا في تكريمه، وكانت بادرة أكثر من رائعة أحببنا اللاً تفوتنا مثل هذه اللحظات التي نسعد بها، بسعادة منظميها وفرحة "عريسها" "د. بايونس" ولأن المحتفى به بحجم الدكتور سعيد ايقونة التراث الشعبي ومعجم الأدب الشعري الأبيني الشقري، فمن البديهي ان يشهد هذا الحضور النخبوي والشعبي الرائع .
ومشاركتنا مع مجموعة من رفقاء النضال وزملاء المواقف كان بالنسبة لي أكبر فرصة ان أتوقف للمرة الأولى في حياتي في مدينة الساحل "شقرة" المدينة التي طالما مررنا بها عابرون منذ نعومة اظافرنا دون ان نكلف انفسنا بالوقوف فيها، والتجول في أزقتها، والتلمس لأوضاعها، والاحتكاك بأبنائها، فكنا دوما غرباء فيها، وابنائها اغراب عنا، وفي مايشبه مرورنا الازلي (الجاحد) ظل تطور المدينة الخجول يمر في شارع العبور الرئيسي فيها وماعدى ذلك ظلت المدينة "محلك سر" .
اليوم وللمرة الأولى حرصت ان اتوقف في جغرافية "شقرة" وأتجول في أزقتها لأنظر بتمعن فيها كأيقونة حياة نابضة، في عالم واقعي يتنفس هوية وينطقها سويحلية جنوبية، من خلال الدفئ الذي ابداه ابنائها لثروة الفكر الدكتور بايونس، والذي استطاع برسالته الواعية بنشر التراث الشقري الشعري "الدحيف" ان يقول ها نحن هنا "هنا شقرة" مدينة وتراث وتاريخ وحضارة، ووقف وأوقف وأستوقف العابرون وانا لست الا واحدا منهم .
ولنا سيكون حضور غير عابر فيها لانها "دمونة" أبين الكندية، ان صح التعبير . فالف مبروك التكريم للغالي المستشار بايونس .. والف مبروك لشقرة وابنائها الوعي المجتمعي والف مبروك لنا جميعا .. ولا شك اننا سنتوقف دائما في شقرة فهي أكثر بكثير جدا جدا من مجرد طريق للعبور .