انتقدوا السلفيين، واعدلوا!
لا يختلف اثنان أن للتيار السلفي في اليمن إيجابيات وعليه سلبيات، مثله مثل أي جهد بشري، يعتريه النقص ويصاحبه الخطأ، ويظل قابلا للنقد والتصحيح، وليس في ذلك عيب، "فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم".
لكن المتتبع للحملة الإعلامية التي يتعرض لها هذا التيار هذه الأيام، على خلفية الخلاف بين مدرستي دماج والفيوش حول المعاهد العلمية، يجد أنها تجاوزت محل الخلاف، إلى شيطنة التيار السلفي بالجملة، بل صارت بعض الأقلام المشبوهة تستهدف السلفية كمنهج، وتستهدف مبدأ التعليم الشرعي ومظاهر التدين في المجتمع.
يستثنى من ذلك الأصوات العاقلة التي تنقد بوعي وعدل، فتحصر النقاش في موضع النزاع، وتقدم حلولا عملية لتنظيم التعليم الشرعي ورؤى منهجية لضبط الخلاف، دون بخس الناس جهودهم المشهودة. فهذا الصوت العاقل يجب أن يشاد به ويدعم.
قد نختلف مع هذه المدرسة السلفية أو تلك، لكن يجب أن يظل الإنصاف هو المبدأ عند أي أي نقد أو تقييم، وأن لا تحملنا الخصومة على قول الباطل: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ آمَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّامِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِ، وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَآنُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا، ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰ).