الحكاية
من منا قال الحقيقة لنفسه أولاً ثم قالها ورواها بحذافيرها الصحيحة لأولاده وأحفاده، من منا لم يكن هو وهو بالذات البطل المغوار والفارس الذي لا يشق له غبار،،
هو هو ولا أحد سواه، مركز الأحداث والثقل وهو الشمشون الذي لولاه لانهد المعبد على رؤوس الأشهاد، هو هو وهو بعينه الذي تشرق الشمس لبهاء طلعته ويغرب القمر لبريق صلعته.. يحدث ذلك لسبب بسيط لأنه وهو معتقد بأنه البطل المغوار صاحب الإرث والتاريخ المجيد، وهو ولا أحد سواه مركز الحركة وقايد اوركسترا التدفقات وتحركات الأصحاب والأقيال والأفيال من كل شكل ولون يعيثون فساداً هنا وتدميراً هناك.
ومتى أراد ومتى تنحنح أو قرر تنحني الهامات سمعاً وطاعة والدفع الفوري جار من الأخضر الملتهب الرنان أو بقعاً هنا وهناك تخر لها الرؤوس صاغرة ساجدة، وبعدها يهرولون كالمجانين يخربون هنا ويقتلون هناك ويثيرون الزوابع والصواقع والطلقات فلا حسيب يحاسب ولا رقيب يراقب ولا ضمير تتحرك مشاعره.
رفقاً بمدينة يدمر أمنها وتنتهك سكينتها وسكان بسطاء تبتز حياتهم من جذورها أمناً وغذاءً بل قل بكل ما يتعلق بحق الإنسان في أن يحي حياة آدمية كريمة ولكم ولنا يا أولى الألباب رجاء أن نفتح قوساً وبعده مليون قوس ونسأل سؤال الآخرة لأن ما تعيشه المدينة والبلاد حالة قد باتت مماثلة لحياة الآخرة، ولو أن حياة الآخرة بها عدل وإنصاف، بها رب كريم وسعت عدالته السماء والأرض ولا تخطي الأعين ولا تحابي فلان وعلّان ولا تسكت عن ضيم من يرتكب الذنوب بحق العباد.
للباري ميزان عدل وقسطاط وليس كميزان ذي العينين الذي يدير شؤون البلاد سواء بميزان مختل العقل كما هو في وضع مدينة عدن مدينة أفلاطون التي كانت مدينة عدل وقسطاط فصارت أيام هولاكو التي نعيشها حاليا مدينة كتلك التي أسماها فيكتور هوجو.. مدينة البؤساء..
هنا سنغلق القوس ونستطرد قائلين أليس من يديرون ويدمرون بلادنا ومن بيدهم أمور الحل والعقد هم المسؤولون ولا أحد سواهم هم سبب البلاء سواء تمثل بذاك الذي يتلفع رداء الإمام الفقيه ومن وراه أو ذاك الممتطي فرس الانتقال ومن يدعمه أو ذلك العازف على طبلة الوطن الخاوية وهو مغترب عنه وغايب عن مشاكل وطن بات مدمر عازف لا يجيد العزف، مقيم لدى مضيف خالف قواعد الضيافة العربية فمدتها ثلاث من الايام فقط وليس لسنوات، عازف ترك البلاد.. تاركاً أمرها لحكومة تأتي.. تغادر.. لا أثر لوجودها حكومة عبارة عن خيال ماتة.. كغيمة سحابة لم تمطر.. حكومة تصدر البيانات لتنتهي كالسراب.. بالله عليكم قولوا ولا تكذبوا نعم أنتم مربط الفرس في الدمار والتدمير لكن قولوا لنا متى يكون الخلاص مما نحن فيه ومنكم أولاً.. بالله قولوا ينالكم ثواب.
