هلال رمضان لا يعرف الحدود السياسية

كم هو جميل أن نلتزم سنة نبينا في إثبات رؤية هلال رمضان وفي صيامه، وكم هو جميل أن نحرر قلوبنا من حسابات السياسة ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم، وكم هو جميل أن نحرص على وحدة المسلمين، وألّا نفسد عليهم إخوتهم الإيمانية بخلافاتنا السياسية.

هلال رمضان لا يعرف الحدود السياسية. "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته". فإذا ثبتت رؤية الهلال في بلد ما ثبوتا شرعيا، لزم أهل البلدان التي تقع في نفس المطلع الصيام، بغض النظر عن حدود سايكس بيكو السياسية.

أدعو المسؤولين عن تحرّي رؤية الهلال في بلادنا اليمن إلى عدم ربط إعلان رؤيته بالصراع السياسي القائم؛ فهلال رمضان لا يثبت السيادة، ولا يحقق للمخالف نصرًا. لكنه قد يفسد على مسيّسيه عبادتهم وأمانتهم.

فإذا ثبت الهلال في عدن لزم أهل صنعاء الصيام، وإذا ثبت في مدينة الحديدة لزم أهل مأرب، وهكذا في سائر أنحاء اليمن، فنحن بلد واحد ومطلع واحد. وكذلك إذا ثبتت رؤيته في بلد من بلدان الجوار التي تشترك في نفس المطلع.

دعونا نتحرر من السياسة، ولو ساعة من آخر نهار يوم في شعبان. وشهر مبارك، وكل عام وأنتم بخير.