القيادات الشمالية والجنوبية سبب دمار اليمن( الوحدة اليمنية والقضية الجنوبية)

إذا نظرنا إلى موقع اليمن الجغرافي وما يمتاز فيه من أماكن هامة سواءً الممرات الدولية أو الحضارات التاريخية في شماله وجنوبه، أو ما يشمل عليه من ثروة بشرية وعقول يمانية حكيمة وقلوب إيمانية و وموارد مادية، فهي كفيلة بأن تجعل من اليمن زهرة الدول العربية، بل تجعل منه ينافس الدول المتقدمة التي يعيش شعبها في أمن وأمان في جميع نواحي الحياة المعيشية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية الداخلية والخارجية.
لكن للأسف وسد الأمر إلى غير أهله، وطمع وفساد القيادات الشمالية والجنوبية حال دون ذلك؛ حيث غلبوا الجوانب الشخصية على المصلحة العامة للوطن والمواطن.
فالقيادات الشمالية برئاسة عفاش والأحمر نظروا إلى ثروات اليمن نظرة التملك الشخصي فوزعوها على أقاربهم ومن والاهم من الجنوبيين، واستخدموا تلك الثروات في تهميش معارضيهم على وجه الخصوص أبناء الجنوب مما سبب ذلك زرع الضغائن عند الشعب الجنوبي والشرفاء من الشعب الشمالي ضد تلك القيادات الفاسدة؛ حتى وصل الأمر إلى كراهية الوحدة اليمنية والمطالبة بالانفصال.
وفي الجانب الآخر الجنوبي على وجه الخصوص القيادات الجنوبية التي صعدت على حساب الوحدة اليمنية، وكذلك قيادات جنوبية صعدت بعد تطهير الجنوب من الحوثي رافعة شعارات الإنفصال وأعلام الجنوب، فهؤلاء جميعاً فعلوا فعلتهم، وعثوا في الأرض فساداً، ينافسون من قبلهم وبعضهم من فاق ذلك ووصل إلى قمة الفساد  تحت غطاء تمثيل الجنوب زعموا ذلك، والبعض رافع الرآية الجنوبية وياهبير للمال العام تحت هذا الغطاء، حتى أوصلوا رسالة- مقصودة أو غير مقصودة- للرأي العام الداخلي والخارجي مفادها أن القيادات الجنوبية غير قادرة على إقامة دولة جنوبية ذات سيادة، فضاعت القضية الجنوبية بسببهم كما ضاعت الوحدة اليمنية بسبب هؤلاء قبل ذلك.
إذن فما هو المخرج من ذلك كله؟!!!!
من وجهة نظري أن الحل الوحيد هو أن يقوم الشرفاء من الشعب في الشمال والجنوب - بعيداً عن العاطفة السياسية والحزبية - بمحاكمة عادلة لتلك القيادات التي تسببت في تدمير اليمن ومحاسبتهم ومعاقبتهم على النهب للمال العام، واستعادة ما يمكن استعادته من حق عام للدولة.
بعد ذلك يترك الأمر للشرفاء المخلصين من أبناء الشمال والجنوب يقرروا مصير اليمن باتحاديته أو بشطريه الشمالي والجنوبي.
وفي الختام أسأل الله أن يهلك كل فاسد مهما كانت رايته وشعاراته، وتباً ألف تبٍ وتب على كل من دمر اليمن شماله وجنوبه.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم