قابيل.. شعر د. أبو فراس اليافعي
مظلومك الداني وراية حزنه ِ
والعالقون على مشانق ظنّه ِ
والسيفُ والرمحُ الأصمُّ ووقعة
من ضرب محروق الفؤاد وطعنه ِ
يتقاسمون الحقد منذ ولادة
لمقنعٍ علق الصراع بجفنه ِ
صوت من الماضي كأن حروفه
نطحت عيون القارئين بقرنه ِ
قف أيها الباكي على دوامة
أكل الشقي ُّ بها مرارة خدنه ِ
تاريخه الراقي أضيع بخطة
أن دس سكين الخلاص بحضنه
في صفحة الأحزان كهف ٌ لم يزل
يطوي مساءات الزمان ببطنه ِ
ملئت ميادين الصراع بكرّة ٍ
من إنس قابيل الخفيّ وجنه ِ
إن شئت فاقنع بالفراق ، وإن تشا
كرر عهود السالفين بسجنه ِ
لا صوت يعلو في فضاء مثخن
بمرارة المذبوح ليلة ظعنه
كالنار حين تقعقعت من عارض ٍ
هزت بوارقها جهامة مزنه
ووساوس الأغلال تقرع سمعه
وتعب ّ نوبات البكاء لأذنه
"هابيل" في ليل الإخاء مكبل ٌ
فتح الدعاء بدمعة من غبنه ِ
أقصاه ليل الظلم ، ما أقساك إن
خيبت ظني حينما لم تدنه ِ
لمواجع المظلوم باب مشرق
ومهيمن ٌ _جل ّ_ يلوذ بركنه
كم من قتيل للأخوّة لم يقم
حزنُ الغراب على مراسم دفنه ِ
سرّ التآخي أن يموت فداءه
لا أن يطول لكي يخر ّ لذقنه ِ
وطني الجريح ؛ وكلُّ من وطأ الثرى
ذاق الصبابة من مقاطع لحنه ِ
هاكم كؤوس الشعر صغت حروفه
من "قاته" عند المساء و "بُنّه ِ"
د. أبو فراس اليافعي