بايدن يتراجع في المواجهة النووية مع إيران

منبر عدن - متابعات

كتب بوبي غوش في شبكة "بلومبرغ" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعطى انطباعاً طوال أشهر بأنه مستعد للتشدد مع إيران بشأن برنامجها النووي. بينما فاوضت القوى العالمية النظام الإيراني حول إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، أكدت الولايات المتحدة أن النظام الثيوقراطي في طهران لن يحصل على تخفيف للعقوبات قبل عودته إلى الامتثال لبنود الاتفاق.

يبدو أن حزم بايدن هو الذي يضعف. فقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أنها كانت ترفع بعض العقوبات عن برنامج إيران النووي

كذلك، أبلغت إدارة بايدن من يعنيهم الأمر أنها راجعت مروحة من الخيارات العسكرية لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي. وعندما تجاهلت إيران التحذير وصعدت إمكاناتها في تخصيب اليورانيوم، رفعت الولايات المتحدة لهجتها قائلة إنها ستفرض عقوبات جديدة إذا فشلت مفاوضات فيينا في تحقيق النتائج.

حزم بايدن يضعف
أوضح غوش أن هدف التهديدات المتصاعدة كان دفع الإيرانيين إلى الاضطراب. لكن يبدو أن حزم بايدن هو الذي يضعف. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أنها كانت ترفع بعض العقوبات عن برنامج إيران النووي، في ما يظهر أنه حض لطهران على تقديم تنازل مقابل. رفض الإيرانيون ذلك.

لقد سارعوا إلى تجاهل الانفتاح الأمريكي باعتباره غير كاف. تسمح الإعفاءات للشركات الأجنبية بالعمل في بعض الجوانب غير العسكرية من برنامج طهران النووي. تم حظر ذلك بموجب عقوبات فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب. وكان الأخير قد انسحب من الاتفاق النووي على قاعدة أنه غير كاف لتقييد إيران.

ما يدركه الإيرانيون
يدرك الإيرانيون متى تكون المبادرة فارغة. من غير المرجح وإلى حد بعيد أن تشارك أي شركة أجنبية في البرنامج النووي حين يكون هنالك خطر في أن يتم الطلب منها الانسحاب فوراً إذا فشلت المفاوضات في فيينا. تقول طهران إنها تريد رفع جميع العقوبات والتزاماً أمريكياً بعدم إعادة فرضها في المستقبل. لكن لا يستطيع أي رئيس أمريكي توفير هذه الضمانة. وسوف يدرك الإيرانيون أيضاً أن إعفاء بايدن يعبر عن تزعزع إرادته الرئاسية. إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لتقديم بعض التنازلات بشكل أحادي، فقد تكون مستعدة لتقديم تنازلات أخرى أكثر جوهرية.

خدعة إيرانية
أضاف غوش أنه وبسبب تقديم المبادرة في أعقاب تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن إيران ستكون قريباً على بعد "أسابيع قليلة" من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة، ستستنتج طهران نجاحها في سياسة حافة الهاوية النووية. وهذا ما يدفعها إلى التشبث بها.

أثناء تمسك الإدارة بسحب المزيد من العقوبات، سيلاحظ النظام الإيراني برضا أن الإعفاءات التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة ستعيد تعزيز فكرة عدم وجود جوانب غير عسكرية للبرنامج النووي الإيراني. الترويج لبرنامج نووي غير عسكري لطهران هو خدعة إيرانية طويلة المدى كما يؤكد الكاتب.

ما غاية البرنامج النووي الإيراني؟
في الواقع، ليس لدى طهران حاجة غير عسكرية لبرنامج نووي. ما من ضرورة لذلك ترتبط بالطاقة. تنعم إيران ببعض من أكبر الاحتياطات العالمية من النفط والغاز وهي لا تقوم بأي استثمار جدي في الطاقة المتجددة. وليس ثمة أي هدف علمي عظيم أيضاً. لم تعد التكنولوجيا النووية الكأس المقدسة التي كانت عليها أواسط القرن الماضي، والقدرة على تخصيب اليورانيوم لا تمنح إيران إمكانية التباهي.

إن السبب الوحيد الذي يدفع النظام الإيراني إلى امتلاك برنامج نووي هو تهديد جيرانه وابتزاز العالم الأوسع كي يعطي ملالي طهران ما يريدونه: الأموال من صادرات النفط والغاز غير المقيدة كما إمكانية النفاذ إلى الأصول المجمدة في الخارج، والقوة المتأتية عن استخدام الأموال للحصول على الأسلحة وتمويل المجموعات الإرهابية على امتداد الشرق الأوسط.

ويختم غوش مقاله بالإشارة إلى أن بايدن قد يظن أن الإعفاءات ستقنع الإيرانيين بالتراجع عن طموحاتهم النووية. لكن الرسالة التي تلقوها هي عكس ذلك تماماً.