أحمد بن فريد: نجري حواراً وطنياً شاملاً للتوافق حول مشروع الاستقلال

منبر عدن - اليوم الثامن

كشف السياسي الجنوبي البارز أحمد عمر بن فريد عما حققه فريق الحوار الوطني الجنوبي منذ تشكيل منتصف العام المنصرم من نجاحات على صعيد الخطة المرسومة المكونة من ثلاث مراحل.

وقال بن فريد – نائب رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي - في مقابلة مع صحيفة اليوم الثامن الصادرة في عدن " إن فريق الحوار يسير في عمله وفق خطة مرسومة تتكون من ثلاث مراحل، ولكل مرحلة أهداف واضحة , ونحن لازلنا في المرحلة الأولى التي يفترض أن تنتهي بنهاية شهر مارس او ابريل على أكثر تقدير".

وأكد أنه "في المرحلة الأولى وتحديدا في محطة القاهرة بجمهورية مصر الشقيقة عقدنا اكثر من 35 لقاء مع مكونات وشخصيات جنوبية مستقلة، وكانت لقاءات ايجابية ومثمرة وتوصلنا الى توافقات فيما يخص اهداف المرحلة الأولى على ان يستأنف الحوار مع هذه الاطراف والشخصيات في مرحلته الثانية بعد ان نكمل حوارا ممثلا مع مكونات وشخصيات خارج جمهورية مصر العربية ثم ننتقل الى المرحلة الثانية معا".

 

 نص المقابلة 

اليوم الثامن: نلاحظ أن هناك تحفظ اعلامي من قبل فريق الحوار فيما يخص عمله ! يا ترى ما هي الأسباب؟   

 

بن فريد: بداية اتوجه بجزيل الشكر والامتنان لصحيفة اليوم الثامن على اتاحة الفرصة لي للحديث حول موضوع الحوار الوطني الجنوبي ومآلاته ونحن ندرك تماما أنه كان هنالك " تحفظ اعلامي " واضح على عمل الفريق وهذا المنحى في حقيقة الأمر مقصود من قبلنا كفريق لأسباب أخرى يمكن تلخيصها كما يلي: 

أ -  نلاحظ أن اغلب الحوارات الناجحة غالبا ما تكون السرية والتكتم  شرط من شروط نجاحها هذا من جهة , ومن جهة أخرى نجد أن البعد عن الاعلام والتصريحات قد تحقق نوع من الهدوء المطلوب , لأن التصريحات الاعلامية قد تفسد عملية الحوار في حال ما اذا فسر طرف آخر تصريحاتنا بطريقة خاطئة , مما يدفعه الى الرد والتوضيح , وهنا سنجد انفسنا وقد دخلنا في مسار آخر غير مرغوب فيه . 

ب – أغلب الأطراف التي نجري معها حوارات لا ترغب في ظهور ذلك اعلاميا ونحن نحترم هذه الرغبة ونقدرها. 

ج – بعض الدول التي نجري على ارضها حوارات جنوبية لا تحبذ ان يكون ذلك معلنا وتحت اضواء الاعلام ونحن هنا ايضا نلبي تلك الرغبة ونحترمها. 

د – من الطبيعي أن خصوم مشروع الاستقلال منزعجة جدا من " الحوار الوطني الجنوبي " ولا ترغب في نجاحه ولهذا نحاول ان ندير امرونا بقدر معقول من السرية والتكتم. 

 

اليوم الثامن: ولكن هذا التحفظ الاعلامي لها آثار سلبية ايضا خاصة لدى المواطن الجنوبي الذي يريد ان يعرف الكثير عن الحوار , وماذا يجري فيه ؟   

 

بن فريد: نحن ندرك هذا الأمر جيدا ونقدره ونعلم تماما أن له آثار سلبية كما أن له نتائج ايجابية ايضا ولكننا ننظر الى ماهو ابعد , من جانب آخر سوف نحاول بين حين وآخر ان نسلط الضوء قدر المستطاع على مسار الحوار بما لا يفسد اهدافه , وهي معادلة صعبة نعمل على تحقيقها , وسوف ننفتح على الاعلام قدر المستطاع , وربما شاهدت المقابلة المتلفزة للأخ رئيس الفريق الاستاذ مراد الحالمي مع قناة " الغد المشرق " وهذه المقابلة الصحفية لي معكم ايضا .. كل هذا يأتي في اطار تحقيق قدر من التوازن مابين التحفظ الاعلامي وفتح نافذة على الاعلام .   

 

اليوم الثامن: الى اين وصل الحوار الوطني الجنوبي؟ وهل استئنافه حاليا يوحي بوجود بوادر توافق حول المشروع الوطني الجنوبي؟ 

 

بن فريد: يسير فريق الحوار في عمله وفق خطة مرسومة تتكون من ثلاث مراحل , ولكل مرحلة أهداف واضحة , ونحن لازلنا في المرحلة الأولى التي يفترض أن تنتهي بنهاية شهر مارس او ابريل على اكثر تقدير , وفي المرحلة الأولى وتحديدا في محطة القاهرة عقدنا اكثر من 35 لقاء مع مكونات وشخصيات جنوبية مستقلة , وكانت لقاءات ايجابية ومثمرة وتوصلنا الى توافقات فيما يخص اهداف المرحلة الأولى على ان يستأنف الحوار مع هذه الاطراف والشخصيات في مرحلته الثانية بعد ان نكمل حوارا ممثلا مع مكونات وشخصيات خارج جمهورية مصر العربية ثم ننتقل الى المرحلة الثانية معا .. من المهم ان نوضح الى أن التأخير ليس له علاقة بفريق الحوار, وانما بظروف خارجه عن ارادته تضطره الى التريث حتى تتهيأ الظروف للعمل في هذه الدولة أو تلك , وهذا يعكس ان صعوبة المهمة لا تتعلق فقط بالآخر الجنوبي وانما بظروف ايضا خارجه عن ارادة المجموع الجنوبي ككل , وهنا لا اريد ان ارسم صورة وردية للحوار ولا صورة سوداء ايضا .. الحوار عملية معقد وصعبة وتحتاج الى كثير من الصبر والحكمة والهدوء وعدم الانجرار الى اي مسارات جانبية قد تبعدنا عن اهدافنا ومسارنا الرئيسي. 

 

اليوم الثامن: هل صحيح أن فريق الحوار الجنوبي مركز على الحوار مع المعارضين للمجلس الانتقالي في حين لم يتم الجلوس مع قيادات وسياسيين بارزين لهم مواقف مؤيدة للمجلس للاستماع الى وجهة نظرهم؟ 

 

بن فريد: هذا الأمر غير صحيح ابدا، واشكركم على هذا السؤال لأنه من المهم ان نوضح طبيعة الحوار والأهداف المتوخاة منه , فنحن لا نجري حوارا تقليديا وانما حوارا وطنيا شاملا , يهدف الى تحقيق توافق جنوبي حول مشروع دولة الجنوب المستقلة وكل ما يتعلق بها من تفاصيل , وكذلك المرحلة الحالية وظروفها والمرحلة الانتقالية واهدافها .. هذه امور في غاية الأهمية , وليس لأي طرف ايا كان ان ينفرد بها لوحده , والمجلس الانتقالي بمبادرة الحوار الوطني يؤكد على هذا الأمر , ويدعو جميع المكونات والسياسية والمجتمعية والشخصيات المستقلة بكافة تخصاصاتها الى الاسهام في صناعة مستقبل الجنوب من خلال الانخراط في الحوار الوطني الجنوبي , وان نتفق في البداية على " ميثاق وطني " يعكس المبادئ الرئيسية التي تعرف قضيتنا وأهدافنا الوطنية ومن ثم الانطلاق معا للدخول في تفاصل مشروع دولة الجنوب المستقلة ونظامها السياسي الفيدرالي وهذه امور ليست بالهينة وسوف يشترك فيها الجميع وفي مراحل محددة وسوف تطرح على شعبنا وثائق كمثل الميثاق الوطني وغيره من الوثائق . نؤكد بأنه لا يوجد لدينا استثناء لأحد، والشخصيات والمكونات التي تؤمن بمشروع الاستقلال هي في صلب عملنا واهتمامنا.. وربما كما اسلفت ان هناك مصاعب لم تسعفنا حتى الان للقاء معها ولكن هذا سوف يحدث قريبا. 

 

اليوم الثامن: شهد الجنوب في الآونة الأخيرة أحداث يمكن وصفها بالمأساوية ولكن في ذات الوقت كشف عن وجود صحوة جنوبية رافضة لهذه الفوضى علام يدل ذلك؟  وهل بالمقدور القول اليوم أن التصالح والتسامح أسس قاعدة صلبة رغم محاولة تغذية صراعات مناطقية في الجنوب؟   

 

بن فريد: من المهم ان نشير الى أنه في اوضاع كهذه التي يعشها الجنوب حاليا، ويمكن ان ينتج عنها حالات شاذة من الفوضى وربما متكررة , وقد شاهدنا دول عربية قريبة مرت ولا زلت تمر بحالات انفلات اكثر خطورة مما هو عليه الحال لدينا , هذا من حيث طبيعة الأوضاع وتأثيرها العام , ومن جانب آخر وهو الأهم علينا ان لا ننسى اننا كجنوب نخوض معركة مصيرية نحاول فيها ان ينتصر مشروعنا الوطني الذي يتصارع مع مشاريع مضادة تجري على ارضنا , وتخوضه معنا قوى كثيرة على رأسها قوى الاحتلال ومن يدعمها ومن يتعامل ويتآمر معها , والى جانب ذلك هناك من بيننا للأسف الشديد من لا يقدر دماء الشهداء ونضالات شعبنا , وتغره المناصب الأمنية أو العسكرية وتدخله في لحظات غرور وعنجهية تعمي بصيرته وتدفعه الى ارتكاب حماقات لا تخدم الى اعداء الاستقلال , هؤلاء يخدعون انفسهم ان ظنوا ان قيادة المجلس الانتقالي وعلى رأسها رئيس المجلس القائد عيدروس الزبيدي سوف يقبلون بمثل هذا الوضع , أو ان شعبنا وقواه الحية سوف يلزمون الصمت .. هذا لم ولن يحدث , وشاهدنا ان هناك صرامة وقرارات حاسمة اتخذت حتى لا تتكرر مثل هذه الاعمال.  ولا شك أن مشروع التصالح والتسامح شكل ارضية صلبة نقف عليها جميعا ضد مثل هذه الاعمال وضد المؤامرات الكثيرة التي تحاك وتستخدم فيها عناصر مغرر بها لضرب الوحدة الوطنية الجنوبية.. التحديات كبيرة وكثيرة ونحن على ثقة من وعي شعبنا وقدرة القيادة على مواجهة كل تلك التحديات.   

 

اليوم الثامن: الهجمات الحوثية الارهابية على دول التحالف وخاصة الامارات كيف يمكن تفسير ذلك من وجهة نظر سياسية، هل الحوثيون يشعرون بالضعف اليوم؟  وما سر الانتصارات الجنوبية والانكسارات اليمنية في مواجهة الأذرع الايرانية؟   

 

بن فريد : في الواقع ان الحوثي لم ينفك على ارسال المسيرات الى دول التحالف منذ عدة سنوات مضت, ولاحظنا زيادة حدة ذلك بعد عملية اعصار الجنوب والتي تمكنت فيها قوات العمالقة الجنوبية من تحرير شبوة بمديرياتها الثلاث والذهاب بعيدا بعد ذلك الى مناطق اخرى في محافظة مأرب وهذا الانتصار العسكري الذي تكبد فيها الحوثي خسائر بشرية وعسكرية كبيرة اضافة الى الهزيمة المعنوية اغضبت طهران وذراعها الحوثي في اليمن , ودفعتهم الى القيام بمثل هذه الاعمال الارهابية , لكنني على المستوى الشخصي اعتقد ان هنالك خطوط تهريب كبيرة وممنهجة تستطيع بها طهران ان توصل الى الحوثي المزيد من الصواريخ والمسيرات ويجب ان يتم كشفها واغلاقها تماما كخطوة اولى لإجبار الحوثي على الاستسلام ... أما سر النجاح العسكري للقوات الجنوبية فهو يعود الى عاملين رئيسين الأول هم الارادة القتالية والثاني هو الدعم والاسناد الجوي واللوجستي من دول التحالف , العامل الأول لا تملكه قوات الجيش اليمني وهو سبب رئيسي في وجهة نظري لعدم قدرتها على تحقيق اختراق عسكري مماثل ضد الحوثي.

*نقلاً عن صحيفة اليوم الثامن