الأمم المتحدة تؤكد توقيع "مذكرة تفاهم" مع الحوثيين لتفريغ خزان "صافر"

منبر عدن - متابعات

أعلنت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، توقيعها مذكرة تفاهم مع مليشيا الحوثي بشأن خزان صافر العائم قبالة الساحل الغربي لليمن، والذي يوصف بأنه "قنبلة موقوتة" سينفجر في أي لحظة.

وكان السفير الهولندي قد أعلن خلال زيارته ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة احراز تقدم بشأن الناقلة المتهالكة، وذلك غداة اعلان مماثل من الحوثيين بتوقيع اتفاق جديد مع الأمم المتحدة بهذا الخصوص.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، إن "السلطات في صنعاء (التابعة للحوثيين) وقعت مع منسق الأمم المتحدة في اليمن (ديفيد جريسلي) مذكرة تفاهم لإنشاء إطار للتعاون بشأن الاقتراح الأممي لحل التهديد طويل الأمد المتمثل بخزان النفط صافر".

وأضاف في مؤتمر صحفي في وقت متأخر الاثنين (صباح الثلاثاء بتوقيت اليمن): "تنص مذكرة التفاهم على أن الاقتراح مرهون بتمويل المانحين وسيشمل حلاً قصير الأجل لإنهاء التهديد المباشر عن طريق نقل مليون برميل من النفط المخزنة على متن صافر إلى ناقلة نفط، فضلاً عن حل طويل الأجل".

ولفت إلى أن منسق الأمم المتحدة ديفيد جريسلي يتابع وضع "اللمسات الأخيرة على خطة تشغيلية للمضي قدمًا في تنفيذ الاقتراح".

وأشار الى أن سلطة الحوثيين "التزمت بتسهيل نجاح المشروع".

ولفت إلى انضمام السفير الهولندي والبعثة الأممية في الحديدة لمناقشة الاقتراح مع السلطة المحلية (التابعة للحوثيين)، وقال إن هولندا "أحد أصحاب المصلحة المهمين في هذا الاقتراح المنسق من قبل الأمم المتحدة".

وبين أن الأمم المتحدة "ستشارك الخطة مع جميع الدول الأعضاء المهتمة التي سيكون دعمها حاسمًا لتحقيق المشروع"، مشيرا إلى تأكيد البعثة "أن خطر وقوع كارثة وشيكة أمر حقيقي بالفعل".

وامتنع دوجاريك عن الرد على سؤال الصحفيين حول أمكانية مشاركة "مذكرة التفاهم"، وقال "يمكنني أن أشارككم بعض المعلومات عن الخطوات التالية، وهي الآن بعد أن تم توقيع هذه الاتفاقية مع الحوثيين ، سنعمل على خطة تشغيلية من أجل ... بشكل أساسي الخطوات العملية والاليات التي سيتم اتخاذها، وستكون الخطوة الأكبر والأكثر أهمية هي التمويل الذي سنحتاجه، والذي سيتم تحديده من خلال الخطة التشغيلية".

وأضاف: "الأمر الآخر، من الواضح، أننا سنعمل على هذا بأسرع ما يمكن. أعني، نحن ندرك تمامًا مدى إلحاح الأمر، ولكنه سيتطلب أيضًا طرح العطاءات في السوق المفتوحة للمرافق والأدوات التي لا تملكها الأمم المتحدة، لكننا سنفعل ذلك في أسرع وقت ممكن".

وتابع في رده على سؤال أخرى "لا أريد الخوض في التفاصيل في هذه المرحلة. ينصب تركيزنا الآن على التعامل مع التهديد البيئي المباشر. وسنرى بشأن مذكرة التفاهم. سوف نسأل. لا أعرف ماذا ستكون الإجابة، لكننا سنسأل عن ذلك بالتأكيد".

وحول المبلغ المالي الذي تحتاجه الأمم المتحدة لتنفيذ الخطة، قال المتحدث باسم الأمين العام "ليس لدينا الرقم الدقيق لأننا نحاول تحديد الاحتياجات، وكذلك سعر السوق ... يعتمد ذلك على اسعار السوق الجاري للعثور على الموظفين والتكنولوجيا والسفينة لتكون قادرة على الشحن كما ذكرت يعتمد على طبيعة السوق، ومعدل الاسعار في ذلك الوقت".

وتابع: وفق حساباتي هو أقل من ذلك (مئات الملايين).. لن تكلف مئات الملايين من الدولارات. ستكلف أموال كثيرة، لكنها ليست بهذا القدر. أعني ليس بقدر مئات الملايين من الدولارات".

وسفينة "صافر" هي وحدة تخزين وتفريغ عائمة راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب.

وبسبب عدم خضوع السفينة لأي أعمال صيانة منذ 2015م، أصبح النفط الخام المقدر بـ(1.148 مليون برميل) والغازات المتصاعدة تمثل تهديداً خطيراً، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، إضافة إلى مخاطر تسرب النفط الذي بدأ فعليا في الاشهر الماضية.

ويماطل الحوثيون منذ سنوات، في تمكين الأمم المتحدة من إجراء تقييم وصيانة أولية للسفينة أو تفريغها من النفط الخام، ويختلقون أعذاراً متكررة، بعد موافقات رسمية، أبرزها اتفاق بينها وبين المنظمة الأممية في العام 2019.

وتكرر الأمم المتحدة إعلان موافقاتهم، ثم ما تلبث أن تتحدث عن عرقلة ومنع وصول فريقها من قبل سلطات الحوثيين، والذين يحملون الأمم المتحدة مسؤولية التأخير والمماطلة.

وتقول الحكومة اليمنية، إن موافقات الحوثيين المتكررة ما هي إلا "مراوغة" للتخفيف من الضغط الدولي الذي تواجهه الجماعة، مع تعاظم المخاطر واقتراب حدوث الكارثة والتي يستغلها الحوثيون في الصراع.

وكانت تقارير دولية وأممية، حذرت بشكل متكرر مما تصفه بالانفجار الوشيك "للقنبلة الموقوتة"، مشيرة إلى تعاظم المخاطر مع الوقت ما قد يزيد من حجم الكارثة البيئية والاقتصادية والإنسانية التي ستطال كل الدول المطلة على البحر الأحمر. (رابط الخبر في التعليقات).