كيف استطاعت قوات العمالقة أن تقلب المعادلة في معركة شبوة من أول هجمة؟
أحكمت ألوية العمالقة، السيطرة على مركز مديرية عسيلان، غربي شبوة، في المرحلة الأولى من عملية "إعصار الجنوب"، التي أطلقتها يوم (السبت) لطرد مليشيا الحوثيين، من مديريات بيحان الاستراتيجية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2021، سيطرت مليشيا الحوثي على 3 مديريات في شبوة، بتسهيلات من قوات تابعة لجماعة الإخوان، انسحبت، دون قتال، بينها مديرية عسيلان التي استعادتها قوات العمالقة (السبت)، إضافة إلى مديريتي بيحان وعين.
واستطاع هجوم ضارب لوحدات من العمالقة، السيطرة على "عسيلان"، في غضون ساعات معدودة من إطلاق الحملة العسكرية، ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في غربي محافظة شبوة الواقعة على بحر العرب، ضمن عملية عسكرية تستهدف تحريرها بالكامل وفك الحصار عن مأرب.
ولوحظ أن القادة العسكريين لألوية العمالقة، اعتمدوا استراتيجية حاسمة، في إدارة المعركة مع الحوثيين، من الوهلة الأولى لدخول خط المواجهات المباشرة على الأرض، في شبوة، انطلاقاً من عملية تحرير "عسيلان" بعملية عسكرية حاسمة.
وبعيداً عن مضمون الصورة الزائفة لقوة الحوثيين، التي كرستها – وما تزال – الجبهات الخاضعة لهيمنة عناصر حزب الإصلاح الإخواني، ابتداء من نهم شرقي صنعاء والجوف والبيضاء وتعز وصولا إلى مأرب، تبقى الأهمية لاستقراء التحولات الأخيرة في معادلة الحرب من زاوية الصورة العامة لدور قوات العمالقة طوال سنوات الحرب ضد الحوثيين.
استراتيجية حاسمة
ثمة ما هو أساسي في العملية البرية الجارية في محافظة شبوة، يتعلق بطبيعة استراتيجية القوات المحلية المسنودة من الإمارات العربية المتحدة، لإدارة العمليات الحربية ضد مليشيا الحوثي الموالية لإيران، في مسرح عملياتها جنوب وغرب اليمن.
من وقت مبكر؛ اتسم أداء ألوية العمالقة في ميادين القتال، بالفاعلية، إذ لعبت هذه القوات، ضمن القوات المشتركة، دورا عسكريا مؤثرا لجهة تقويض خارطة نفوذ الحوثيين، في الساحل الغربي لليمن، وحرمتهم أفضلية السيطرة على المساحة الأكبر من الجغرافيا اليمنية.
وقياساً بإداء القوات المنتسبة للشرعية الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين، في المواجهة مع مليشيا الحوثي، ظلت قوات العمالقة الأكثر حسماً في مسار الحرب، كما شكلت الشفرة السرية للهزائم التي لحقت بالحوثيين، لا سيما في الشريط الساحلي الغربي لليمن.
وسبق وأسقطت القوات اليمنية المشتركة، التي تمثل ألوية العمالقة رافعتها الصلبة، أسطورة التميز الحوثية بالميدان في عام 2018، غير أن اتفاق ستوكهولم شكل جدارا سميكا لحماية الحوثيين من الهزيمة، بعدما توغلت قوات الساحل داخل مدينة الحديدة في معركة كادت تكتب الفصل الأخير من الانقلاب.
مخاوف حوثية من دخول العمالقة
ولم تجد مليشيا الحوثي مكانا ملائما تخبئ فيه قلقها، من وصول وحدات من العمالقة، إلى شبوة، وإمساكها شارة القيادة لمعركة تحرير المحافظة، وهو قلق عبرت عنه الأولى باستهداف مطار عتق المدني بصاروخين باليستيين، فور استلامه من هذه القوات.
ووصف محللون الهجوم الصاروخي الحوثي على مطار عتق، وأيضا الهجوم المماثل بعد ساعات على معسكر في مديرية مرخة تمركزت فيه وحدات من العمالقة، بأنه تعبير عن قلق الحوثيين المتزايد من تلك القوات والدور الذي يمكن أن تلعبه في تغيير قواعد المواجهات العسكرية.
وبرأي هؤلاء، فإن لدى المليشيا أسبابا واقعية للتخوف من دخول ألوية العمالقة على خط تحرير بيحان، تعود إلى معرفة الحوثيين بطبيعة تلك القوات التي ألحقت بهم هزائم عديدة في جبهات أخرى من بينها الساحل الغربي، وأيضاً بالهدف الجوهري المتمثل بكسر شوكة الحوثي وتحرير الأراضي التي سيطر عليها دون مواجهة.