تكريم المناضل محمد علي الريوي تكريم لجيل الثورة وصناع الاستقلال

عدن - منبر عدن - د.علي صالح الخلاقي

ليس أجمل من أن يُكرَّم روّاد النضال وهم على قيد الحياة، فالتقدير في حياتهم أبلغ أثراً وأعمق وقعاً من أي احتفاء متأخر بعد رحيلهم. إن تكريم المناضلين الأوائل هو عرفان بدورهم الوطني والاجتماعي، ورسالة تقدير يبعثها الجيل الحاضر لمن صنعوا دروب الكفاح بعرقهم وتضحياتهم.

وكم هو رائع أن يأتي تكريم المناضل الوطني محمد علي الريوي بمناسبة بلوغة التسعين عاماً، والأروع تزامن ذلك التكريم مع احتفالات شعبنا بذكرى عيد الاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر، الذي كان أحد صناعه، ضمن رعيل الثورة الأوائل ضد الاستعمار البريطاني ، ممن سجّلوا مواقف وطنية خالدة ستظل محلّ فخر واعتزاز للأجيال.
لقد كان المناضل الريوي من مؤسسي المنظمة الثورية لتحرير جنوب اليمن المحتل عام 1960م ، ثم عضواً في الجبهة القومية عند تأسيسها عام 1963م. وإلى جانب نضاله الوطني، سجّل الريوي حضوراً لافتاً في الحركة النقابية في عدن، باعتباره ضمن مؤسسي النقابات العمالية الست منذ التحاقه المبكر بالعمل في أمانة ميناء عدن (Aden Port Trust) عام 1954م. واستمر عطاؤه النقابي والوطني لما يقارب أربعين عاماً من الخدمة المتواصلة، متنقلاً بين ميناء عدن، ومؤسسة خليج عدن، والهيئة العامة للشؤون البحرية، حتى تقاعده بعد مسيرة مهنية حافلة بالجد والاجتهاد.
كما برز دوره الاجتماعي الوطني من خلال نشاطه في الاتحاد اليافعي في عدن الذي كان في بدايات الستينات مظلّة علنية للعمل الاجتماعي والوطني، ونافذة للعمل الثوري في تلك الفترة الحرجة. وقد أسهم مع رفاقه في تعزيز حضور الاتحاد ودفعه ليلعب دوراً مهماً في خدمة المجتمع والنشاط العام.
ويسجَّل للوالد المناضل محمد علي الريوي جانب إنساني لا يقلّ أهمية عن نضاله الوطني، فعلى الرغم من حرمانه من التعليم في طفولته، لانعدام التعليم حينها في مناطق يافع ومنها مسقط رأسه ريو، فإنه جعل من تعليم أولاده أهمّ إنجازاته، حيث اجتهد، وتحمّل مشاق الحياة، ووقف خلفهم حتى أكملوا تعليمهم الجامعي في تخصصات مختلفة، فكان نعم الأب المثالي الذي كد وتعب وحقق حلمه في تعليم أولاده.  
واليوم، ونحن نحتفي ببلوغه العقد التاسع، فإننا نحتفي بتاريخٍ مضيء، ورحلة نضالٍ صادقة، ومواقف مشرفة لرجل ظلّ وفيّاً لشعبه ووطنه وقيمه. وإن تكريم الأستاذ محمد علي الريوي هو في جوهره تكريم لجيل الثورة الأول ولروح النضال التي كتبت فصول الاستقلال وصنعت مجده.
تحية تقدير وإجلال لهذا المناضل الوطني ولكل صناع فجر الاستقلال، متمنين له العمر المديد والصحة التامة.