لحج بلا كهرباء لشهرين كاملين.. المحافظ غائب والناس في جحيم
هذا الغياب المريب عن المسؤولية يثير غضب الأهالي الذين يرون أن السلطة المحلية تعيش في عزلة تامة عن واقع الناس، وتنتظر حلولًا من الخارج بدلًا من تحمل واجباتها.
تعيش مديريتا الحوطة وتبن بمحافظة لحج مأساة إنسانية متواصلة، إذ تكملان الشهر الثاني على التوالي دون كهرباء، في ظل انقطاع شامل ودائم لخدمة تعد من أبسط حقوق المواطنين.
ورغم تفاقم الأزمة، لم تُبدِ السلطة المحلية أي تحرك جاد لإنهاء المعاناة، وكأنها نسيت أن هناك سكانًا يحتاجون إلى الكهرباء في حياتهم اليومية.
في الوقت الذي تمكنت فيه العاصمة عدن من معالجة مشكلتها عبر محطات للطاقة الشمسية وأخرى تعمل بالمازوت، ما تزال لحج رهينة محطتين صغيرتين تعملان بالديزل وبقدرات محدودة، لتكشف الأزمة حجم الإهمال والتقصير الرسمي.
الانقطاع الطويل لم يقتصر أثره على الكهرباء فحسب، بل ألقى بظلاله الثقيلة على المياه، حيث تعطلت عمليات الضخ، ما تسبب في أزمة عطش خانقة دفعت الأهالي إلى شراء المياه من خلال "البوز" بأسعار باهظة، الأمر الذي أثقل كاهلهم وزاد من معاناتهم اليومية.
في المقابل، يكتفي المحافظ وأعضاء السلطة المحلية بالظهور في المؤتمرات والفعاليات الاستعراضية، متجاهلين هذه المعاناة التي تضرب أساسيات الحياة في المحافظة.
هذا الغياب المريب عن المسؤولية يثير غضب الأهالي الذين يرون أن السلطة المحلية تعيش في عزلة تامة عن واقع الناس، وتنتظر حلولًا من الخارج بدلًا من تحمل واجباتها.
ويحذر ناشطون من أن الأزمة مرشحة للدخول في شهر ثالث دون أي حلول أو معالجات، معتبرين أن ما يجري في لحج ليس مجرد أزمة خدمات، بل فضيحة إدارية وأخلاقية تعكس عجز الحكومة والسلطة المحلية عن القيام بواجباتها، وتكشف عن انفصالها التام عن معاناة المواطنين.

