شعر .. بين يدي الموت

منبر عدن - خاص

مقامي عند مبكاها يطولُ

وأسئلتي وأجوبتي ذهولُ

أنا من فَقْدِ أحبابي هباء

فلا عزم يشعُّ ولا أفولُ

أجرجر خيبة الثُكلى بهمسٍ

فلا يشمتْ بمحزونٍ عذولُ

أدنياي التي سرقت شبابي

وأحبابي وما زالت تصولُ

وفي يَدِهَا مماطلةٌ ببشرى

وفي الأخرى مُخَاتلةٌ وهولُ

أنا في فخها الضافي أسيرٌ

إذا قُرعت بساحتها الطبولُ

أنا أم هذه الدنيا عجيبٌ ؟!

وأيُّ كيان مركبنا ذلولُ

كلانا رغم أُلفتنا خصومٌ

على قطب الرحى شاخ الوصولُ

فلا سُعدٌ يدوم ولا بقاءٌ

لحيٍّ ؛ غيرِ حيٍّ ﻻ يزولُ

فما لي أحتسي كاسات حزني

وحالي مثلُ من أبكي يؤولُ

أيا لَلموتُ كم أوجعتَ قلبي

بخطبٍ أيها الشره الأكولُ

تلاشى بين فكّيك الحيارى

وحارت في معانيك العقولُ

وأنت مخندقٌ منا  ، وفينا

أفي الأجداث تحتفظ الأصولُ

أهذا الموت ؟ ...ﻻ ما قلتُ شيئا

عن المعنى ، وﻻ غيري يقولُ

هو هول... يمر بغير سترٍ

ومستتر وسفاح جهول ُ

فما سبرت أقاصيه المعاني

وﻻ لمست أدانيه الفحولُ

وأرض عاف خضرتها جِنانٌ

ودارٌ حلَّ ساحتها طلولُ

أهذا الموت ؟ ...ﻻ أدري ، ولكن

له في كل واقعة رسولُ

إذا وافى المشيب أقام عرسا

لصاحبه فوافاه الخمولُ

فجاء بطبعه القاسي ليجني

شذانا ، يا لمقدمه المهولُ

هو شيء ، وﻻ شيء ، وخصم

جريء قبل سطوته خجولُ

د. أبو فراس اليافعي