الجزائر تقيم جنازة رسمية لرئيسها السابق بوتفليقة
أُقيمت اليوم الأحد جنازة رسمية للرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة حضرها مسؤولون كبار لكن لم تحظ باهتمام يذكر مثلما كان يحدث في مثل هذه المناسبات.
وتوفي بوتفليقة، الذي أُطيح به عام 2019 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، يوم الجمعة عن 84 عاما. وسحبت عربة مدرعة مغطاة بالورود نعشه الملفوف بالعلم الوطني على عربة مدفع من منزله في زرالدة غربي العاصمة إلى مقبرة العالية في الجزائر العاصمة حيث دُفن خمسة من أسلافه.
وانتُخب بوتفليقة رئيسا للبلاد أول مرة عام 1999، ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في سياسة المصالحة الوطنية التي أعادت السلام بعد حرب مع الإسلاميين المسلحين في التسعينات أودت بحياة ما يقدر بنحو 200 ألف شخص.
لكن الكثير من الجزائريين يحملونه مسؤولية الركود الاقتصادي في سنواته الأخيرة في السلطة، حين كان نادر الظهور في العلن ?على أثر إصابته بجلطة. وأدى انتشار الفساد في عهده إلى نهب عشرات المليارات من الدولارات من دولة تعتمد اعتمادا كبيرا على احتياطيات الغاز والنفط.
وتنحى بوتفليقة في أبريل نيسان 2019 بعد مظاهرات حاشدة رفضت ترشحه رئيسا لفترة خامسة وطالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وإلى جانب عائلة بوتفليقة، كان من بين المعزين الرئيس عبد المجيد تبون والعديد من وزراء الحكومة الحالية وضباط من الجيش.
لكن وسائل الإعلام الحكومية أولت القليل من الاهتمام للجنازة، ولم يعرض التلفزيون الحكومي مراسم الدفن، مثلما كان الحال في جنازات الرؤساء السابقين.
وقال معلم يدعى محمد حاشي “سنوات حكم بوتفليقة كانت فترة جيدة. لقد أنجز مشروعات كبيرة وخلص البلاد من الديون الخارجية واسترجع السلم”.
غير أن جمال حرشي، الذي يعمل في أحد البنوك المملوكة للدولة، قال “عرفت فترة بوتفليقة انتشارا رهيبا للفساد لم يطلع عليه الرأي العام إلا بعد إرغامه على مغادرة السلطة”.
وسُجن العديد من كبار المسؤولين السابقين، بمن فيهم رؤساء وزراء ووزراء وقادة بالجيش، بتهمة الفساد منذ استقالة بوتفليقة في أبريل 2019 تحت ضغط من حركة احتجاجية تُعرف باسم الحراك.
واستمر الآلاف من أعضاء الحركة التي لا قائد لها في النزول إلى الشوارع كل أسبوع إلى أن حظرت السلطات التجمعات بسبب جائحة فيروس كورونا في مارس آذار 2020.
وكان بوتفليقة مناضلا في حرب التحرير التي استمرت من 1954 إلى 1962 وأنهت الحكم الاستعماري الفرنسي.
وأصبح أول وزير خارجية للجزائر وأحد القوى التي تقف وراء حركة عدم الانحياز، التي منحت العديد من دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية صوتا على الساحة العالمية.
من جهته وصف ايمانويل ماكرون الأحد الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي توفي الجمعة عن 84 عاما بأنه “وجه كبير” في الجزائر المعاصرة و”شريك لفرنسا” خلال أعوامه العشرين في الحكم.
ووجه الرئيس الفرنسي في بيان اصدره الإليزيه “تعازيه الى الشعب الجزائري”، مؤكدا أنه يبقى “ملتزما تطوير العلاقات الوثيقة من التقدير والصداقة بين الشعب الفرنسي والشعب الجزائري”.
وصدر البيان تزامنا مع إقامة مراسم جنازة بوتفليقة الذي اجبر على الاستقالة في الثاني من نيسان/ابريل 2019، في الجزائر العاصمة في حضور خلفه عبد المجيد تبون وشخصيات أخرى.
واضاف ماكرون “مع (رحيل) عبد العزيز بوتفليقة ينطفىء وجه كبير في التاريخ المعاصر للجزائر. لا يمكن فصل حياته عن هذا التاريخ”.
واكد أن الرئيس الراحل “شارك في النضال من أجل استقلال بلاده، ثم جسد السياسة الخارجية الطموحة للجزائر. وبعدما أصبح رئيسا للدولة، كان عبد العزيز بوتفليقة شريكا أساسيا لفرنسا التي أراد أن يقيم علاقة جديدة معها”.
وكان ماكرون التقى بوتفليقة إبان رئاسته خلال زيارة رسمية قام بها للجزائر في كانون الاول/ديسمبر 2017.
(رويترز) – ا ف ب