الآن العمل في حَطَاط
شاركت صباح أمس في الحفل التدشيني لطريق باتيس-رُصُد- معربان-لبعوس الذي أقيم في منتجع الكروان بعدن-خورمكسر، بدعوة كريمة من إدارة المشروع ، وتشرفت بإلقاء كلمة في هذه المناسبة لخصت فيها أهمية هذا الطريق الحيوي، وتوجيه الشكر لكل من أسهم ويسهم في إنجازة، مع الدعوة للجهات الحكومية والمانحة للمشاركة في دعم إنجاز هذا الطريق الذي طال انتظاره منذ عقود، وكان أمل المواطنون قد اقترب من التحقيق بعد موافقة قطر على تمويل مشروع طريق باتيس رصد معربان، لكن الفرحة لم تكتمل بعد توقفت المنحة المقدمة من قبل دولة قطر الشقيقة، بسبب الأحداث التي شهدتها المنطقة، والأمل أن يتم التواصل مع الأشقاء القطريين لاستئناف دعمهم للمشروع، الذي يتم العمل به على مراحل بدعم وتمويل تعتمد أساساً على تبرعات رجال المال والأعمال والمواطنين، إذ أنه بحُكم صعوبة الطريق الذي يمر في مناطق جبلية وعرة فإن الأمل معقود على دعم الدولة وكذا التواصل مع دولة قطر الشقيقة لاستئناف تمويلها للمشروع الذي سيهل ويسرع من إنجازه، خاصة بعد ذهاب أسباب تعثر ذلك الدعم ، وكذا مع هذا التفاعل الكبيروالحماس الذي أبداه ويبديه أبناء المنطقة للتبرع والمساهمة في انجازة، وقد حرص الأهالي على مدى السنوات الماضية على الحفاظ على كل آليات المشروع وعدم التفريط بها أو نهبها من خلال قيامهم بحراستها بمبادرة منهم، وهو موقف عظيم يُسجَّل لهم ويستحقون عليه كل الشكر والتقدير.
وفي كلمتي استحضرت الفرحة التي عمّت يافع في عام 1974م عند افتتاح طريق نقيل الخلا، الذي ربط لأول مرة محافظة لحج بمناطق يافع التي كانت تتبع حينها محافظة أبين، وهو طريق ترابي حينها، لكنه كان حدثاً غير عادي، ومثل نقلة نوعية في حياة المنطقة، وأعلن حينها عند انتقال العمل للبدء بشق طريق حطاط، والمقصود بها طريق باتيس –رصد، بدلاَ من الطريق الترابي الطويل الذي كان يمر عبر سلب حُمّه ويربط يافع بعاصمة المحافظة زنجبار، واستحضرت أبيات من قصيدة قالها الشاعر الراحل شائف محمد الخالدي بعد افتتاح طريق (نقيل الخلاء) من قبل الرئيس الشهيد سالم ربيع علي والاعلان عن انتقال العمل حينها إلى طريق (حَطَاط)، يقول فيها:
شَقَّينا نقيل الخلا
والآن العمل في حطاط
معنا مَسْكَبَهْ والرَّكب
يا حَيْد الشقيقه تواط
قام الشعب واعلن عمل
ما شي مزح ما شي سفاط
واجب بالعمل نلتزم
ونواصل عمل بارتباط
هيَّا يا جماهيرنا
يا عمالنا الاحتياط
حان الآن وقت العمل
كُوسُوا في غبار الحَمَاط( )
خدمه للوطن كلنا
با نعمل عمل في نشاط
لازم با نشارك سواء
في حل العُقد والرباط
من أجل العمل والبناء
با نثبت عمل بانضباط
ضحيِّنا ببذل العرق
والمال الذي بالشناط
وأغلى ما بذلنا الدماء
من أجل أن نمد البُسَاط
شقينا نقيل الخلا
والآن العمل في حطاط
معنا مَسْكَبَهْ والرَّكب
يا حيد الشَّقيقه تواط( )
أتمنى أن يتواصل الدعم والتبرعات لاستكمال مراحل هذا المشروع الحيوي والهام، وأن تثمر الجهود المباركة في متابعة الدولة والجهات المانحة للإسهام الفاعل في دعم المبادرات المجتمعية التي نهضت بما يجب أن تقوم به الدولة، وأن يكون لها حضورها في إنجاز هذا المشروع الكبير الذي طال انتظاره.