نحتاج لثورة أخلاقية
الحرب الأخيرة أحدثت دماراً هائلاً في المباني والطرقات والبنية التحتية وهذا بالإمكان إعادته عندما تتوفر الإرادة والإمكانيات.. لكن الأخطر منه هو الدمار الذي تعرضت له القيم والأخلاق..
الحراك الجنوبي انطلق قبل أكثر من 15 سنة وهي ثورة شعبية ترفض الظلم والفساد.. ولكن المؤسف أن نرى عدن بعد 7 سنوات من التحرير قد استشرى فيها الفساد الى مستويات غير مسبوقة..
والوضع كارثي بكل المقاييس..
ما نلاحظه في الجانب الأمني والعسكري وبدلاً من التفكير في بناء مؤسسة عسكرية وأمنية قوية وفق معايير عالمية.. أصبح لدينا وحدات أمنية وجيوش متعددة وكل منها يرى ما بين أيديهم من سلاح ومنشآت ومنطقة اختصاص هي ملكية خاصة له لا يمكن بأي حال أن يتنازل عنها.. والسبب أن كثير من القيادات قد تلطخت أيديهم بالمال الحرام وأصبح كثير منهم يعتمد في نثرياته الباذخة على الإتاوات التي تأتي من هنا وهناك ويراها مصدر لهيبته ومكانته الاجتماعية.. وسيقاتل من أجل الحفاظ عليها.. والقادة الذين فوقهم لا يسعهم فعل شيء لانهم مترفين.. فكيف يمكنه اقناع القيادات الميدانية بالتقشف وربط الحزام.. مستحيل.
الزعيم سالمين يرحمه الله تعالى باعتباره رمز الدولة الجنوبية الأولى كان قدوة في سلوكياته وأفعاله.. يسن القوانين ويبدأ بتطبيقها على نفسه والمقربين منه..
كثير من القيادات المحسوبة على المجلس الجنوبي ترفع شعار الدولة الجنوبية وتمارس أسلوب دولة عفاش الذي يتحول فيه المسؤول الحكومي الى اقطاعي يدير ويملك الوزارة أو الإدارة ويتصرف ببذخ ليس موجود حتى في الدول النفطية التي نجد ان المسؤول الحكومي فيه بوضع عادي جداً ويؤدي واجبه كموظف ويخشى المساءلة..
هل لدينا قائد واحد لديه تصور ورؤية لتطوير الإدارة التي بين يديه وهدف للخمس السنوات القادمة.. لا يوجد
على كثرة التشكيلات الأمنية والعسكرية ورغم قلة الرحلات فإنهم غير مؤهلين لتفتيش طائرة وإدارة مطار ..
حيث تذهب الطائرة بعض الرحلات إلى هرجيسا في أرض الصومال ليتم تفتيشها .. هل هذا ما كنا نحلم فيه..
لذا يجب أن تكون محاربة الفساد والمحسوبية أولوية قصوى إذا أردنا بناء وطن محترم.