حرية الرأي أم حرية التحريض على القتل؟
حتى في أرقى وأعرق ديمقراطيات العالم...هناك خطوط حمراء أمام "حرية الرأي" و"مهنة المتاعب". الأمن القومي للبلد وحياة الناس والسكينة العامة والأديان...وغيرها، مقدسات لا يسمح ابدا بتجاوزها بذريعة "حرية الرأي" أو "الدفاع عن حقوق الإنسان". لا حرية لزارعي الفتن والمحرضين على القتل و"الفتنة أشد من القتل". وحاملي معاول الهدم أو من يعاون أو يخدم العدو المتربص بالوطن وبحياة عامة الناس. لقد رأينا إن معظم ضحايا العمليات الإرهابية وأعمال القمع والتنكيل كانت نتيجة حتمية لما يسبقها من تحريض وتعريض وتشويه للضحايا المستهدفين، بل وتقديم مساعدة ملموسة، وبوسائل مباشرة وغير مباشرة، للقتلة، لضمان دقة ونجاح عمليات استهدافاهم للضحايا الذين كانوا من خيرة قادة وضباط وكوادر الجنوب. ليس هذا فحسب...بل ان بعض الصحف والمواقع الالكترونية والصفحات كانت تبشر بتلك الجرائم وتعلن عنها بعد دقائق أو ثوان من وقوعها، وبلغة لا تخلو من الشماتة والاحتفاء بروائح دماء الضحايا ودموع اهاليهم. إن كان هناك من أعين تعرف البكاء، وقلوب تعرف الرحمة، وضمائر حية...فأرواح الشهداء ودموع الامهات والثكالى واليتامى أحق بكل ذلك. حرية الرأي مطلوبة ومصانة، طالما وهي توظف للبناء وليس للهدم، للحياة وليس للقتل، للسلام وليس للحرب، للتسامح وليس للأحقاد...الخ. أما المجرمون وداعموهم وممولوهم الذين أثبتت التحقيقات والقضاء واعترافاتهم الشخصية وقائع ارتكابهم للجرائم...فيجب إن يأخذون جزائهم المستحق والعادل.