حكاية حسناء سقطرى
في صيف 1971م زارت بعثة مجلة (العربي) جزيرة سقطرى، وصدرت المجلة في عددها رقم 153 الصادر في يوليو 1971م باستطلاع عن الجزيرة الساحرة ضمن ركنها (أعرف وطنك أيها العربي) الذي كنا نحلق من خلاله في فضاءات وطننا العربي نتعرف على أهم مدنه ومعالمها التاريخية والسياسية وأحوالها العامة، وقد تصدر غلاف ذلك العدد صورة حسناء سقطرية، وجاء على لسانها تحت صورتها:" أنا من سقطرى..هل تعرفون جزيرتي هذه".
وجاء في كتاب فيتالي ناؤمكين (سقطرى..هناك حيث بُعثت العنقاء) الذي صدر بالروسية عام 1973 وترجمه د.علي صالح الخلاقي من اللغة الروسية إلى اللغة العربية وصدر في طبعتين، جاء عن حكاية هذه الحسناء السقطرية ما يلي:
خشي السقطريون بشدة "عين السوء"، وربما يوضح هذا فزعهم أمام آلة التصوير، ومع ذلك فحتى إذا وافق الرجال على التقاط صور لهم، فأن التقاط صورة للمرأة أمر مستحيل تقريباً. فبعثة إكسفورد، التي مكثت طويلا في الجزيرة والمجهزة جيداً، لم تستطع أن تصور ولا امرأة سقطرية واحدة.
وذات مرة ترقب أحد أعضاء البعثة "الغنيمة" في زاوية الشارع، على أمل أن يلتقط لها صورة عند خروجها من الركن، من دون ان تدرك تلك المرأة أنه يصورها. ومع ذلك فأن السقطريات أظهرن رد فعل سريع حين رأين آلة التصوير، وركضن مسرعات قبل أن يتمكن المصور، سيء الحظ، من الضغط على ترباس آلة التصوير.
قبل بضع سنين، جاء إلى الجزيرة الصحفيون الكويتيون، الذين رافقهم عمير أيضاً إلى ناحيته في الجبال، إلى دعرهو، وقد أراد مبعوث مجلة "العربي" سليم زبال أن يجعل من صورة الحسناء الأولى في القرية، جارة عمير "تمه" التي فتنته (صورة الغلاف)، وتمكن عمير من اقتناع الفتاة كي تتصور، وبدون مساعدة عمير لم يكن باستطاعة الملايين من قراء واحدة من أكثر المجلات المصورة شهرة في الوطن العربي أن يروا الصورة الملونة للحسناء السقطرية.
مرَّت بضعة أشهر، وعرفت "تمة" أن صورتها قد ظهرت على الورق ويشاهدها الكثير من الناس، وسرعان ما اهتزت الفتاة، حتى أن بشرة وجهها وصدرها اصطبغت بلطخات حمراء، ثم بدت فيما بعد تورمات وأصبحت الفتاة في حالة مشوهة يرثى لها، وغدا من المستحيل معرفة "نجمة الغلاف".
وحالياً يستحيل اقناع فتاة ما من فتيات دعرهو للوقوف أمام الكاميرا والتقاط صورة لها، لأنهن متيقنات أنه سيحل بهن مصير "تمة".