البنك المركزي( بيت الداء )
ذات يوم صادفت زبون من الاشقاء السودانيين يريد شراء هدية ،واثناء الدردشة معه تبين لي أنه ملم جدا بجغرافيا الجنوب ويعرف عدن تماما ويافع وبعض مديريات حضرموت ويعرف اسماء كثير من المسؤولين في الجنوب فترة الثمانينات ..
تعجبت من ذلك وعلمت منه أنه كان مسؤولا في البنك الإسلامي للتنمية قال بلهجته ( والله ياخي جماعتكم ذيل كانوا عجيبين) ..
قلت له كيف :
قال كانوا يأتون الينا في البنك الإسلامي ونمنحهم قروضا أكثرها لتمويل شركة التجارة الخارجية لتشتري بضائع من دول أجنبية .. وقبل استحقاق موعد القرض بعدة أيام يكونوا قد سددوا القرض كاملا .. ابدا ما عمرهم تأخروا .. ومعظم الدول الاخرى مصر وباكستان وغيرها تتأخر لانه قرض حسن وليس عليه ارباح او غرامات تأخير..
ولما علم بالأمر رئيس المصرف البروفيسور احمد محمد علي
اصدر توجيهات مباشرة برفع سقف الدين لحكومة اليمن الجنوبي ومنحهم أي مبلغ يريدونه دون الرجوع اليه .. انتهت القصة .
وهكذا يتم بناء سمعة الدولة من رجالها المخلصين..
ما يحز في نفوسنا اليوم وبعد كل التضحيات التي قدمها ابناء الجنوب نجد ان البنك المركزي هو المتحكم اليوم باقتصاد المحافظات المحررة وتديره شلة لا نعرف ولائها ولا انتمائها وتعمل بطريقة الكهنة الذين يحتكرون الحقيقة ويتصرفون كيفما شاءوا بلا حسيب ولا رقيب ..
وأكبر خطأ انه سمح لهم باستخدام فرع المصرف المركزي في عدن وبذلك اصبحوا يتحكموا حتى بالايرادات المحلية الخاصة بالمحافظة ويقيدوا عمل الادارات المحلية وفروع الوزارات .. بحجة عدم وجود سيولة او عليهم التزامات ..
من هنا نطالب اعضاء مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء بسرعة فصل فرع المصرف في عدن عن إدارة البنك الرئيسية او السماح للسلطة المحلية وفروع الوزارات بفتح حسابات بالبنك الأهلي والبنوك الخاصة
حتى تستقيم الامور ويتم توريد كل الايرادات المحلية ونصيب المحافظة من الايرادات المركزية الى مكان آمن ليتم الاستفادة منها بسلاسة بالوقت المناسب وتكون بعيدة عن يد هوامير الفساد ويسهل ايضا مراجعتها وتدقيق الحسابات بشكل شفاف ..
لانك اذا أردت ان تفشل مؤسسة او ادارة او تتحكم في مسؤول اسحب منه ادارة المالية .
فتصبح كل صلاحياته الاخرى لا قيمة لها ..