هل الرياض تُصنع القيادة الفعالة

منبر عدن - خاص

هل الرياض تُصنع القيادة الفعالة ... ليكن التعليم والقائمين عليه أول القرارات لا آخرها.

ينعقد في الرياض هذه الأيام اجتماع مصيري لمستقبل اليمن تحت رعاية أقليمية ودولية يبحث في اختيار رئيس الجمهورية القادم ورئيس الحكومة، وسط آمال عريضة من الشعب اليمني بأن تكون هذه الخطوة بداية إصلاح حقيقي، يقود البلاد إلى بر الأمان بعد سنوات من التدهور والانهيار.

ومع أن التجارب السابقة لم تكن مشجعة، حيث رأينا فشل مجلس القيادة الرئاسي والحكومات المتعاقبة في معالجة الأزمات، فإن هذه المرة يجب أن يكون المعيار الأساسي للحكم على هذه القيادة الجديدة هو مدى جديتها في إصلاح التعليم، وأوضاع المعلمين في المدارس، وأكاديميي الجامعات أولاً، ثم بقية مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، فإذا بدأ الإصلاح من التعليم، فإننا نبشر بمستقبل أفضل، فالتعليم هو حجر الأساس لكل تنمية واستقرار، ووضع التعليم أولاً أو لا مستقبل للوطن!.

لقد عانت البلاد من تهميش متعمد للكوادر المؤهلة، وانهيار التعليم، وانتشار الفقر والجهل والمرض، نتيجة غياب قيادة حكيمة تضع التعليم ضمن أولوياتها، لهذا نحتاج إلى قيادة رشيدة تنتشلها من هذا المستنقع المظلم.

إن الوطن يقف على حافة هاوية، والسبب الرئيسي في ذلك هو الانهيار الاقتصادي، وأفتعال الأزمات، وغياب الرقابة والمحاسبة، واستشراء الوساطات والمحسوبية، وإن لم يتم اختيار قيادة وطنية تمتلك الإرادة السياسية لإحداث التغيير الحقيقي، فإن الأزمة ستتفاقم، وسيستمر الشعب في دفع الثمن.

نأمل أن يكون اجتماع الرياض هذه المرة بداية لعهد جديد، قوامه العدالة، والكفاءة، والشفافية، وأن يتم اعتماد التعليم كأولوية وطنية لا تقبل المساومة والتهميش.

إن اختيار القيادة القادمة ليس مجرد تغيير أسماء ومناصب، بل يجب أن يكون تغييرًا في النهج الأولويات، وإذا لم يبدأ هذا التغيير من التعليم، فلن يكون هناك أي إصلاح حقيقي، ولا وطن يتقدم والمعلم فيه مهان، ولا جامعة تنهض والعالِم فيها منسي، فلنتعظ من الماضي، ولنمنح الأمل لمستقبل للوطن.

إما أن تبدأ المرحلة القادمة من المدرسة والجامعة، أو نواصل السقوط في هاوية لا قاع لها.

مقالات الكاتب