مَن المكالف؟!
(المَكالِف) جمع (مَكْلَف) وهو وصف مشتق من الكُلْفَة والتَّكلُّف، وفي مرحلة تاريخية معينة اُستُعير في اليمن للدلالة على المرأة (وهو اسم ظالم لا يليق بالأمهات والبنات والأخوات والزوجات والمحارم عموما، ومنهن المثقفات والمتعلمات والمناضلات) لكن سبب التسمية -فيما يبدو- أن الرجل في هذه البلاد يتكلف كثيرا من أجل إسعاد المرأة، ولهذا صار يسميها في لحظة الشعور بالإرهاق (المكلف) كأنه يقول: أيش اعذرك من القيام بواجبك تجاههن؟!
حتى صار هذا الوصف اسما للنساء.
بما أن اللغة ومعاني كلماتها تتغير مع تغير الزمان والمكان والموقف والأحداث التاريخية المهمة فإنه في هذا السياق الحالي من الزمان والمكان والتاريخ يُطرح سؤال منطقي، وهو:
من المكالف في هذه المرحلة التاريخية المنتكسة؟!
هل هن النساء الحرائر المناضلات اللاتي يحملن في أنفسهن كُلفة التعبير عن حقوق الشعب، وكلفة الحفاظ على عائلاتهن.. أم الطبقة السياسية والمتنفذة الذين صاروا يكلِّفون الشعب ما لا يطيقون؟!
لقد صار الشعب كله -بما فيهم النساء- يتكلفون فوق طاقتهم وبدون إرادتهم ولا رضاهم من أجل (إسعاد) الطبقة السياسية والمتنفذة.. لقد صار الناس يجوعون، ولا يجدون الماء النظيف، ويلبسون البالي من الثياب، ولا يعلِّمون أولادهم، ويمرضون ولا يتعالجون، وفقدوا 93% من دخلهم.. من أجل أن تتنعم الطبقة السياسية في الفلل الفارهة، والفنادق خمسة نجوم، والمطاعم السياحية، والسيارات الفخمة، والسفريات، والمدارس والجامعات الأجنبية لأولادهم.
يبدو أن كلمة (المكالف) باعتبار معنى جذرها اللغوي ومعاني مشتقات هذا الجذر الصرفية ستتحول من الدلالة على النساء إلى الدلالة على الطبقة السياسية والمتنفذة في بلادنا، وسيُنزع هذا الاسم عن المرأة وخاصة بعد مظاهرة 10 مايو 2025م في ساحة العروض بعدن.
