أمريكا - الحوثي .. أصدقاء الأمس أعداء اليوم
يجب علينا أن نرتقي نحن معشر اليمنيين الجنوبيين تحديدا بطرحنا وتفكيرنا إلى مستوى الحدث والتطورات المتسارعة الخطيرة الاستثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد مليشيات الحوثي ، لم يكن هناك طريق أخر لتسلكه أمريكا وحلفائها بعد التصاعد المستمر لوتيرة العمليات العدائية وإستهداف مصالحهم الحيوية بصورة مباشرة ، وتهديد أمنهم القومي في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر ، مما كبد اقتصاديات تلك الدول خسائر مادية كبيرة .
بعض المراقبين والمتابعين المحليين من اليمنيين لمجريات الأحداث المتسارعة الأخيرة للعمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي بالاراضي اليمنية ، كانوا يشككون أن تقدم أمريكا وحلفائها على شن ضربات جوية ضد مليشيا الحوثي ، واليوم لا زالوا يشككون بنوعية الأهداف التي قصفت ومدى جديتها وخطورتها ، رغم جهلهم المؤكد بتلك المواقع السرية التي قصفت واستحالة الإعلان عنها من قبل الحوثي .
لا عداوة أبدية بالعرف السياسي والعسكري والدبلوماسي ولا صداقة دائمآ ، المصالح فقط من تحدد وتنظم علاقات الدول بعضها ببعض ، بالأمس منعت الولايات المتحدة الأمريكية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من حصار وتحرير صنعاء ، ووقفت بريطانيا حجر عثرة أمام سيطرة قوات العمالقة الجنوبية على مطار الحديدة ومينائها ، واليوم يكتوي العالم قاطبة بنار تلك الأخطاء الإستراتيجية القاتلة .
أهداف نوعية محددة سلفا من قبل الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية وحلفائها ، ناهيك عن طائرات الاواكس والمسيرات وغيرها من وسائل التجسس والرصد الحديثة ، دخل الحوثي بدائرة الرصد من قبل كبرى أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية ، وبات الهدف رقم 1 لدول العالم العظمى بالشرق الأوسط .
السؤال الأهم هل سيقوم الحوثي بالرد على هجمات أمريكا وحلفائها ويدخل في دوامة الضربات الصاروخية والجوية المضادة ، أم يكتفي الحوثي بالتصريح أنه سيرد بالوقت والمكان المناسبين كإيران .
وإذا قصف الحوثي أهداف بحرية أو برية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ردا على قصف فجر الجمعة ، هل سيرد التحالف الأمريكي بقصف البنية التحتية للعاصمة صنعاء والحديدة تحديدا .
بكل الحروب القديمة والحديثة الضربة الأولى تعتبر بالون إختبار وتسخر كافة الاجهزة الاستخباراتية ومراكز الدراسات العسكرية الإستراتيجية وخبراء الحروب لتقييم نتائج الضربة الأولى ومدى فعاليتها وتحقيق أهدافها من عدمه ، وماهي الثغرات القاتلة أن وجدت وكيفية سدها سريعا ،
البعض من اليمنيين يذهب بعيدا ويحدد أهدافه العسكرية الخاصة به كأهداف للولايات المتحدة وحلفائها كالقضاء على عبدالملك الحوثي وقياداته ، هذا الأمر لن يحدث إلا بحرب شاملة قد تستغرق شهور أو سنوات وقوات برية ضخمة تسيطر على الأرض ، وهذا مستبعد تماما بسبب تجاربهم السابقة الفاشلة في أفغانستان والعراق وسوريا ، كما أن أهدافهم وحساباتهم ومصالحهم تختلف وتتعارض كليا مع أهداف الإقليم وأهدافنا ، مصالحهم الخاصة أولا وأخيرا علينا أن ندرك ذلك.