لمصلحة من .. عسكرة العاصمة عدن ؟
ما يحدث في العاصمة عدن بالذات من قبل بعض المسيطرين عليها عسكرياً وأمنياً شيء مؤسف ومحبط للغاية، هناك صراع نفوذ من أجل السيطرة التامة على العاصمة عدن بين من ومن (أعتقد الكل بدأ يعرف بين من ومن)، طرفي الصراع يتمسكان ببعض الوحدات المنفلتة والقادة البلاطجة من منظور الولاء والطاعة وما دونهما تفاصيل يمكن تجاوزها، لم يعد الصراع اليوم بين الشرعية والانتقالي في عدن، بل بات بين أجنحة الانتقالي نفسها وأحداث جزيرة العمال خير شاهد ودليل، وقبلها أحداث فيتنام الصغرى ( الشيخ عثمان ) وكريتر وغيرها من الأحداث المؤسفة، التي كان من الممكن تجاوزها في وقت مبكر قبل حدوثها.
هل سنشهد أحداث مماثلة لأغسطس المشؤوم ويتم الترتيب لها من قبل الشرعية والتحالف بأيادي جنوبية عسكرية داخلية هذه المرة، أصبح مجرد تغيير القائد الفلاني هاجس لدى القيادة بسبب توغل الولاء والطاعة والمناطقية الضيقة داخل مفاصلهم جنود وقادة، والخوف من التمرد المسلح.
جنبوا العاصمة عدن الصراعات المسلحة وغير المسلحة، وأخرجوا جميع القوات دون استثناء من داخل العاصمة عدن إلى لحج والضواحي باستثناء العاصفة والحزام الأمني، فأنتم تخسرون الكثير والكثير من رصيدكم الشعبي الجنوبي، وسيأتي يوم يفيض به كيل الشعب ويطالبكم فيه بالرحيل غير المأسوف عليه.
عليكم مراجعة الملف الأمني في العاصمة عدن وتسليمه لمختصين مؤهلين أكادمياً ومهنياً، أنا مع إقالة مدير الأمن مطهر الذي لم يكن عند المستوى المأمول منه في ضبط الأوضاع الأمنية والشرطوية في العاصمة عدن، التحالف والشرعية من مصلحتهما تدهور الوضع الأمني وانزلاق أطراف الصراع إلى الصدام المسلح العنيف خدمة لأهداف الشرعية والتحالف بأيادي جنوبية هذه المرة.
عليكم سحب جميع النقاط العسكرية والأمنية الثابتة داخل العاصمة عدن، ويستثنى مداخلها الرئيسة، نحن مع الانتشار الأمني وقت الضرورة وعندما تتطلب الحاجة إلى ذلك، أما ما يحدث اليوم عبارة عن عسكرة لمدينة وعقاب جماعي يومي للمواطنين بدون سبب يذكر.
سبع سنوات عجاف مرت على العاصمة عدن من أزمات ومعاناة ومآسي بسبب فشل الشرعية الاقتصادي والمالي والمعيشي، وفشل المجلس الانتقالي الجنوبي أمنياً في ضبط اختلالات أمنية كبيرة من قبل بعض أو كثير من القادة الأمنيين أنفسهم المحسوبين على الانتقالي.
عندما نشاهد حدة الاشتباكات المسلحة في العاصمة عدن بين مجاميع الطيف العسكري الواحد، نعلم علم اليقين بأنهم انتهازيون من الدرجة الأولى، وآخر ما يفكرون به هو أمن وسلامة الوطن والمواطن واستقرارهما.
السيد اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي حفظك الله ورعاك، لن تنتفض قبيلة أو منطقة فلان ابن علان بعد إقالته بسبب بلطجته أو فساده أو فشله، ومن الظلم المماطلة والتسويف باتخاذ إجراءات صارمة ورادعة ضد كل قائد فاسد وفاشل وبلطجي.